تدني الخدمات المطلوب اعتمادها لأهالي العويقيلة في منطقة الحدود الشمالية، سيتواصل ما لم يصدر قرار برفع مدينتهم من مركز إلى محافظة، الأمر الذي لا زال ينتظره السكان بفارغ الصبر منذ زمن، ورفعوا عدة طلبات للجهات المختصة لتحقيقه، ليتسنى لهم افتتاح كلية للبنات، وحدة للضمان الاجتماعي، مكتب للأحوال المدنية ومكتب لإنجاز معاملات تجديد الرخص المرورية، ورفع السعة السريرية في المستشفى العام إلى 100 سرير، وإضافة المزيد من التخصصات المهمة فيه، خصوصا أنه لا توجد فيه إلا تخصصات قليلة لا تفي بالغرض. ويعتبر مسمى المدينة كما هو في التقسيم الإداري الحالي «مركز» ويأمل أهلها رفع مسماها الإداري إلى محافظة، أسوة ببقية المحافظات في المناطق الأخرى والتي تقل عن العويقيلة فيما يتعلق بعدد السكان وكبر المساحة، وأكدوا أن ترقية مسمى المدينة إداريا إلى محافظة، سيسهم وبشكل كبير في توفير العديد من الخدمات والمرافق الحكومية التي لم تصل لها في السابق، كما أنها ستنال نصيبها كبقية محافظات المنطقة من الميزانيات المعتمدة للبلديات، فضلا عن دعم المدينة بما تحتاجه من خدمات أخرى. ويتطلع الأهالي إلى مواكبة التطور الذي تشهده مختلف مدن ومحافظات المملكة، في ظل ما تنعم به البلاد من خيرات وميزانيات ضخمة، وهي مدينة تتطلع لأن تصبح محافظة، خصوصا أنها من أكبر المراكز التابعة للمنطقة، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 15000 نسمة، وتتبع لها سبع قرى هي المركوز، الكاسب، ابن ثنيان، الدويد، نعيجان، الإيدية، ويبلغ عدد سكان هذه القرى سبعة آلاف نسمة، ليصبح عدد سكان العويقيلة وقراها وفق إعلان مصلحة الإحصاءات العامة خلال التعداد السكاني الماضي 22 ألف نسمة. وبينوا أن ما يميز العويقيلة وقوعها بجانب الطريق الدولي الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي بدول سوريا، الأردن وتركيا، وأشاروا إلى أنها تشهد خلال فترة الصيف انتعاشا اقتصاديا ملحوظا نظرا لكثرة المسافرين على هذا الطريق الدولي الذي يمر بها. وحدة الضمان وفيما طالب الأهالي بافتتاح وحدة للضمان الاجتماعي في العويقيلة، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية سعود الحسني «تكفلت الجمعية بتأمين مقر مجهز ومكتمل داخلها للضمان الاجتماعي لمدة عام كامل، لخدمة مستفيدي الضمان من كبار السن والأرامل والمطلقات، والتخفيف عنهم، بدلا من تكبد مشاق السفر أكثر من 300 كم». وردا على مطالبات الأهالي بافتتاح مكتب لإنجاز معاملات تجديد الرخص، بينت مصادر في مرور العويقيلة، أن نظام الحاسب الآلي الخاص بتجديد الرخص اعتمد من قبل إدارة المرور في عرعر قبل عام، وسبب تأخير تشغيله يعود إلى عدم تزويد شركة الاتصالات، وحدة العويقيلة بخط إنترنت سريع لتشغيل نظام الحاسب الآلي. وقال شايم معاشي العنزي توجد في العويقيلة وحدة صغيرة للمرور، يعمل فيها أفراد مهمتهم مباشرة الحوادث فقط، دون أن تكون لهم أية علاقة بتجديد الرخص والاستمارات، وهذه الوحدة لا تعدو كونها مجرد جهة وساطة فقط، يسلمها أبناء العويقيلة الرخص والاستمارات التي يرغبون في تجديدها، وهي بدورها ترسلها إلى مرور عرعر، لتبقى هناك لإنهاء إجراءات التجديد أسبوعين أو أكثر، ما يتسبب في إحراج المواطنين الراغبين في السفر إلى خارج مدينتهم، فيضطرون للبقاء حتى ينتهي التجديد أو السفر بدون أوراق ثبوتية. من جهته أكد المواطن مطير ظويهر الشمري، حاجة مركزهم إلى رفعه إلى محافظة، وقال «نتطلع منذ عشر سنوات لترقية العويقيلة لمحافظة، وسبق أن تقدمنا بطلب لإمارة المنطقة بذلك، وحسب ما أبلغنا أنه توجد معاملة بهذا الخصوص لدى المسؤولين في وزارة الداخلية، كما أن أمير المنطقة حريص على ذلك، ويسعى جاهدا لتصبح العويقيلة محافظة. أما المواطن سعف العبد الله فقال «إننا عندما نطالب بتوفير بعض الخدمات الضرورية للمدينة فإننا نواجه بعدم تلبية ذلك من قبل الجهات المختصة، معللا عدم تلبية المتطلبات بأن العويقيلة مركز وليست محافظة كي تصلها هذه الخدمات». وأضاف «من المتطلبات التي يأمل أهالي العويقيلة تلبيتها، افتتاح وحدة للضمان الاجتماعي، من أجل خدمة كبار السن من مستفيدي الضمان الاجتماعي الذين يصعب عليهم السفر مسافات طويلة، خصوصا أنه سبق أن تقدموا بطلب لمدير الضمان لافتتاح الوحدة بدلا من تكبد مشاق السفر إلى محافظة أخرى لصرف المخصصات، ووعدهم المدير قبل عام بافتتاح الوحدة، ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل منذ ذلك الوقت. إلى ذلك قال المواطن سالم الصيعري من مستفيدي الضمان «نضطر أن نسافر لمدينة عرعر التي تبعد عنا 140 كم من أجل تجديد بطاقات الصراف والتوقيع على الطلبات والتقديم على المساعدات، ونتكبد مشاق السفر من أجل أمور سهلة يستطيع موظف واحد إنهاءها في العويقيلة بدون إلزام كبار السن والأرامل بالسفر من أجلها». مكتب للأحوال وأكد الأهالي أنهم يعانون كثيرا في السفر إلى عرعر ورفحاء عند طلب أية خدمة في الأحوال المدنية والتي اعتبروها من أهم الإدارات التي يحتاجها سكان العويقيلة، وطالب المواطن محمد بن سعود الشمري، بافتتاح مكتب للأحوال المدنية في العويقيلة، وقال «يضطر الأهالي لمراجعة أحوال عرعر ورفحاء من أجل استخراج شهادة ميلاد أو شهادات الوفاة وإضافة المواليد والإبلاغ عنهم، واستخراج دفتر العائلة، ومع متاعب السفر فإننا نواجه تأخير إنهاء الإجراءات من قبل منسوبي الأحوال، بسبب الزحام الشديد على مكاتب أحوال عرعر ورفحاء فنعاود المراجعة في اليوم التالي والذي يليه لإنجاز ما أتينا من أجله، وعندما يتأخر أي واحد منا بسبب بعد الطريق تغرمنا الأحوال مبلغ 50 ريالا. رفع السعة السريرية مستشفى العويقيلة العام ينقصه الكثير من الاختصاصيين في العديد من التخصصات المهمة العيون، الجلدية، والأنف والحنجرة والأذن، وسعته السريرية 50 سريرا ويتطلع الأهالي إلى رفعها إلى 100 سرير، ورفع بذلك طلبات لمدير عام الشؤون الصحية في المنطقة، إلا أنه لم يبت في أي منها، وقال مدير المستشفى عطا الله الدوخي «تصنيف المستشفى 50 سريرا، وتتوفر فيه أربعة تخصصات فقط هي الباطنية، الأطفال، الجراحة والعظام»، مضيفا أن مدير الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور محمد الهبدان حريص على توفير بقية التخصصات في المستشفى، وسيتحقق ذلك عند اعتماد رفع السعة السريرية إلى 100 سرير . كلية للبنات ومن الاحتياجات الضرورية للأهالي في العويقيلة، افتتاح كلية للبنات، حيث أن عدد الطالبات اللاتي يدرسن في عرعر ورفحاء أكثر من 390 طالبة يقطعن مسافة 300 كم يوميا على متن حافلات قديمة كثيرة الأعطال. إلى ذلك بين المواطن سلحوب العنزي «أن الطالبات ينطلقن منذ الصباح الباكر للدراسة في كليات عرعر ورفحاء، ولا يعدن إلى العويقيلة إلا مع حلول المساء، ويتكبدن متاعب كبيرة في حر الصيف وبرودة الشتاء، ويتعرضن للحوادث المرورية التي فتكت بالكثير منهن»، مشيرا إلى أن حلم طالبات العويقيلة هو افتتاح كلية في المدينة.