أكد عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الخنين، أن جسم الإنسان ليس حقل تجارب، داعيا خلال مؤتمر«الأخطاء الطبية من منظور شرعي وطبي» الذي انطلقت أمس في جامعة طيبة إلى تأهيل الطبيب معرفيا وعلميا وتطوير كفاءته لإجراء العمليات الجراحية بجودة عالية. وحض على أهمية تأهيل الطبيب معرفيا وعمليا وعلميا وتطوير كفاءته لإجراء العمليات الجراحية بجودة عالية، مشددا على أن جسم الإنسان ليس حقل تجارب بقدر ما هي ثقة بين المريض وطبيبه، وأن للتشخيص السليم أهمية كبرى، وكذلك رباطة الجأش، وأن الطبيب إذا اجتهد وكان ذو خبرة فإنه لا يأثم، أما إذا كان جاهلا فإنه يعتبر قاتل للنفس التي حرمها الله. واعتبر عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الخنين في كلمة ألقاها نيابة عن مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المؤتمر تجمع مهم يسهم في تقليل الأخطاء الطبية ويعد فرصة لمراجعة الأنظمة والقوانين التي تساعد على تحسين وجودة الخدمات الطبية المقدمة. وتناول الخنين الرأي الشرعي فيما يتعلق بالأخطاء الطبية من خلال دعوة الشرع إلى الزواج والنسل، وأهمية المحافظة على النفس وعدم قتلها أو إيذائها وقام بتجريم من يقتل نفسا بغير ذنب للتأكيد على أهمية النفس الإنسانية للحفاظ على الكائن البشري، مشيرا إلى أن الطبيب مأمور شرعا بإجراء الفحوصات اللازمة والكشف الطبي بخبرة وعدم المجازفة بالنفس البشرية، وكذلك بيان دور الشريعة تلافي الأخطاء الطبية من خلال محاور الوقاية والرقابة والعقاب لمن يعتدي على قتل إنسان أسلم نفسه لطبيب. ونبه إلى أهمية العمل على تأهيل الأطباء وتنمية الوازع الديني لديهم ومتابعة المنشأة الطبية للأطباء ووجوب مباشرة التحقيق في الأخطاء الطبية عند حصولها واتخاذ ما يلزم حيالها. من جهته أكد مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة، أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة اختصاصيين في مجالات طبية وشرعية يبحث مسببات الأخطاء الطبية وكيفية معالجتها والتقليل من نتائجها السلبية، معتبرا أن المؤتمر يسعى إلى دراسة المشكلة من جميع جوانبها للتعرف على الوسائل الوقائية للحد من الأخطاء الطبية والتوعية بالأحكام الشرعية للتعامل معها. فيما أكد وكيل وزارة الصحة للتخطيط والجودة والتطوير الدكتور محمد حمزة خشيم، على أهمية تنظيم المؤتمر في ظل زيادة الأخطاء الطبية، مرجعا حدوث الخطأ الطبي إلى ضعف النظام أو أداء العمل الطبي، وكلما كان النظام قويا قلت الأخطاء. واستعرض د. خشيم نظام وزارة الصحة من خلال حرصها على تطوير أداء العمل والمستشفيات والأطباء والفنيين والعاملين في المجال الصحي من أجل سلامة المرضى وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وكذلك مراجعة نظام الأداء والقياس، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما كبيرا بتطوير قطاع الصحة وانتشار المستشفيات في أنحاء المملكة، ووضعت خطة للمشروع الوطني للرعاية الشاملة لتمكين المواطن من الحصول على الخدمات الطبية دون الحاجة للانتقال للمدن الكبرى.