أطلق المشاركون في مؤتمر الأخطاء الطبية بالمدينةالمنورة تحذيرات قوية لارتفاع اعداد ضحايا الاخطاء الطبية في السنوات الاخيرة في المملكة مؤكدين أن الطبيب مأمور شرعاً بإجراء الفحوصات اللازمة والكشف الطبي بخبرة وعدم المجازفة بالنفس البشرية .وشددوا على اهمية حفظ الضرورات الخمس ومنها النفس والعقل مشيرين الى ان الطبيب المجتهد لا يأثم اذا ارتكب خطأ طبيا ،أما إذا كان جاهلاً فإنه يعتبر قاتلا للنفس التي حرمها الله. وكان المؤتمر انطلق امس برعاية امير المنطقة بمقر جامعة طيبة. و ألقى الدكتور عبدالقادر رضا علام عميد كلية الطب ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته لهذا المؤتمر الذي سيسهم في دراسة مسببات الأخطاء الطبية وكيفية معالجتها والتقليل من نتائجها السلبية. ألقى مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة كلمة شكر فيها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة على جهوده المتواصلة في رعاية الفعاليات التي تنظمها جامعة طيبة مما انعكس إيجابا على جهود الجامعة في نشر التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع في المدينةالمنورة والمحافظات التابعة لها وأشار أن المؤتمر يناقش موضوعاً حيوياً يتعلق بالأخطاء الطبية من النواحي الشرعية والطبية، منوهاً إلى أن الأخطاء الطبية تحدث في جميع دول العالم نتيجة لوسائل التشخيص أو العلاج، وأن المؤتمر يهدف لدراسة المشكلة من جميع جوانبها والتعرف على الوسائل الوقائية للحد من الأخطاء والتوعية بالأحكام الشرعية للتعامل معها. وألقى عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الخنين كلمة نيابة عن سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة شكر فيها مدير جامعة طيبة على تنظم المؤتمر الذي سيسهم في تقليل الأخطاء الطبية ويعد فرصة لمراجعة الأنظمة والقوانين التي ستساعد على تحسين وجودة الخدمات الطبية المقدمة. واستعرض الخنين الرأي الشرعي فيما يتعلق بالأخطاء الطبية من خلال دعوة الشرع إلى الزواج والنسل، وأهمية المحافظة على النفس وعدم قتلها أو إيذائها وتجريم من يقتل نفساً بغير ذنب للتأكيد على أهمية النفس الإنسانية وأشار إلى أن الطبيب مأمور شرعاً بإجراء الفحوصات اللازمة والكشف الطبي بخبرة وعدم المجازفة بالنفس البشرية ، وأكد على أهمية تأهيل الطبيب معرفياً وعملياً وعلمياً وتطوير كفاءته لإجراء العمليات الجراحية بجودة عالية، وأن جسم الإنسان ليس حقل تجارب بقدر ما هي ثقة بين المريض وطبيبه وأن للتشخيص السليم وكذلك رباطة الجأش اهمية كبرى ،وأن الطبيب إذا اجتهد وكان ذا خبرة فإنه لا يأثم أما إذا كان جاهلاً فإنه يعتبر قاتلا للنفس التي حرمها الله. ثم ألقى المستشار الأكاديمي لمفتي جمهورية مصر العربية الأستاذ الدكتور محمد عاشور كلمة بالنيابة عن فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية شكر فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على حرصها إقامة المؤتمرات التي تسهم في تطوير الخدمات المقدمة في شتى المجالات، . واستعرض عاشور في كلمته الضرورات الخمس والتي منها حفظ النفس والعقل وأهمية النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، وحرص الإسلام على الطبيب الحاذق وكرهه للطبيب الجاهل والذي ضرره ينعكس على المجتمع، مؤكداً على الدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات التعليمية والطبية في تطوير الأطباء وتوعيتهم من أجل المصلحة العامة.وأكد الدكتور محمد حمزة خشيم وكيل وزارة الصحة للتخطيط والجودة والتطوير حرص وزارته على تطوير العمل والمستشفيات والأطباء والفنيين والعاملين في المجال الصحي من أجل سلامة المرضى وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وكذلك مراجعة نظام الأداء والقياس ، ولفت الى اعداد خطة للمشروع الوطني للرعاية الشاملة لتمكين المواطن من الحصول على الخدمات الطبية دون الحاجة للانتقال للمدن الكبرى.وأوضح أن الوزارة أولت التدريب اهتماماً كبيراً لتقليل الأخطاء الطبية والوصول للجودة المطلوبة .