رأى رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، أن سكان جدة في حاجة إلى مخططات سكنية حتى لو كانت في أودية، شريطة أن توفر لها الحماية من مخاطر السيول. وأبان نواب في حوار مع «عكاظ» أن السدود الخمسة التي يتم إنشاؤها حاليا شرقي جدة ستحمي مخطط أم الخير مستقبلا من مخاطر السيول المقبلة من واديي مشوق وقوس بنسبة 70 في المائة. مشيرا إلى أن النسبة الباقية لن تكون ذات خطورة على الموقع ويمكن تلافيها عبر الدراسات المتخصصة. وأكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أن المياه الجوفية ستزيد عقب هطول الأمطار ما يضع جدة في موقع الخطر، خصوصا أن معدلات ارتفاعها كانت عالية قبل هطول الأمطار ولن تخف نسبتها إلا مع إنجاز مشروع الصرف الصحي. إلى تفاصيل الحوار: • كيف تقيمون أسباب غرق مخطط أم الخير للمرة الثانية خلال عام؟ يقع مخطط أم الخير في وسط واد، لذا من الطبيعي أن تدخل إليه السيول ولكن هنالك جهود كبيرة من المسؤولين لعدم تكرار ذلك الغرق، إضافة إلى الحل الآخر الذي يحتاج إلى بعض من الوقت. • وما هو هذا الحل؟ الحل المتمثل كما يعلم الجميع في إنشاء خمسة سدود بواقع ثلاثة في وادي قوس بعد إنهاء دراسة إنشائها في مواقعها المحددة من قبل هيئة المساحة الجيولوجية، إنشاء عدد من القنوات الترابية والخرسانية المفتوحة والمبطنة لتصريف مياه السيول للسدود الثلاثة التي ستعمل على حماية مخطط الصواعد وفرج المساعد والحرازات، إضافة إلى إنشاء سدين في وادي مثوب تشتمل على أنفاق خرسانية وقنوات ترابية وخرسانية مفتوحة وهذه السدود ستوقف مد السيول إلى مخطط أم الخير والأحياء المجاورة. • وهل ستنتهي معاناة الأهالي نهائيا من السيول عقب الانتهاء من السدود؟ السدود التي ما زال العمل فيها مستمرا ستنجح في حجز ما يقارب ال 70 في المائة من مياه السيول عن مخطط أم الخير والمتبقي من السيول لن يكون ذا خطورة كبيرة ويمكن أن يتم تلافيها عبر الحلول التي تراها اللجان العاملة في هذا الخصوص. • ولكن ألا ترى أن مشكلة أم الخير يجب أن تعيد النظر في مخطط شرقي جدة خوفا من مجاري الأودية؟ لا أعتقد ذلك، فالدراسة الجديدة لمخطط شرق جدة التي يشرف عليها أمير المنطقة ستعيد البسمة للأحياء الشرقية، وتوسع المدن شيء حتمي ولا بد منه خصوصا مع النمو السكاني الهائل في جدة التي كانت قبل عقود على مساحة لا تتجاوز الكيلو متر المربع وعدد السكان لا يتجاوز 100 ألف، أما الآن فالسكان لا يقلون عن ثلاثة ملايين ولا بد للسكان أن يسكنوا من خلال مخططات منظمة ولو في الأودية بشرط أن تتم حمايتها من السيول والمخاطر من خلال الدراسات المعدة لذلك. • ألم تنفذ جولة على الأودية أيام المطر؟ بلا، في يوم الأربعاء صباحا وقبل هطول المطر ذهبت برفقة فريق عمل متكامل في جولة جوية عبر الطائرة المروحية الخاصة بهيئة المساحة الجيولوجية ونزلنا في بعض النقاط المهمة في شرق جدة وعدنا مع هطول المطر إلى مقر الهيئة. • وما الهدف من الجولة؟ كنا نرغب في رؤية السدود التي نفذت الهيئة دراستها وسلمتها للأمانة وأنها بدأت في أعمالها على الأرض، بالإضافة للتأكد من مصبات بعض الأودية الواقعة في شرق جدة. • وما الأودية التي زرتموها؟ تأكدت من مسار وادي فاطمة وتتبعناه حتى تأكدنا من أن سيوله تصب في أقصى جنوبجدة وبالتحديد عند القاعدة العسكرية في الجنوب، ومن ثم اتجهنا إلى وادي عسفان وتتبعنا مساره، حتى تأكدنا من أنه يصب في أقصى شمال جدة وبالتحديد في المصب المخصص في منطقة أبحر الشمالية. • هل اطلعتم على السد الاحترازي لوادي العسلا؟ بالتأكيد مررنا على السد الاحترازي بالقرب من بحيرة الصرف الصحي السابقة قبل المطر وتأكدنا من خلوه من المياه تماما، وكما تعلم فقد وصل منسوبه بعد المطر إلى خمسة أمتار تقريبا، وهذا يؤكد عدم صحة كلام من يقلل من أهمية إنشاء السدود التي تحمي شرق جدة وتمنع الأودية من الجريان إلى باقي الأحياء. • ألا توجد خطورة من تأثر السد أو هطول أمطار ترفع المنسوب بشكل عال؟ مثلما علمت، فإن المسؤولين في أمانة جدة يفرغون حاليا مياه السد بشكل تدريجي إلى البحر ويقيسون مستوى الملوحة لاحتمالية استخدامه في ري الغابة الشرقية وهذا يعطي دلالة أكيدة على قدرة السدود على حماية جدة من أخطار السيول. • هل ارتفعت نسبة المياه الجوفية بعد هطول المطر؟ المياه الجوفية مرتفعة نسبتها قبل هطول المطر، وأنا أضم صوتي لصوت الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أكد أن مشاكل المياه ستنتهي مع نهاية مشروع الصرف الصحي الشامل لمحافظة جدة. • وما تأثيراتها على المباني في جدة؟ نسبة المياه الجوفية المرتفعة تساهم في إنقاص عمر المباني الموجودة حاليا، لأن أي مبنى له عمر افتراضي بناء على نوعية الخرسانة والحديد والتربة وإذا استجدت ظروف أخرى وتغير الوضع البيئي في المنطقة قد يقل العمر الزمني للنصف حسب قوة مهاجمة المواد الكيميائية في الصرف الصحي على البناء.