أبدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تحفظها على الطريقة التي استخدمتها أمانة محافظة جدة في إنشاء السد الاحترازي عام 2005، كون أساسات السد لم تصل إلى أعماق كافية داخل الأرض، وتم بناؤه من صخور وخرسانة إسمنتية، إلا أنها طمأنت السكان بأن وضعه لا يشكل خطراً على المدى القريب. ونفت الهيئة علاقتها بتحديد سد السامر أو السد الاحترازي لأم الخير. وقال رئيسها الدكتور زهير نواب ل «الحياة»: «حددنا موقع السد الاحترازي إبان مشكلة بحيرة الصرف الصحي ولم نحدد سد السامر أو سد أم الخير، ولكن طريقة إنشاء السد الاحترازي الرئيس لم تصل فيه أساسات السد إلى الصخور السفلية لباطن الأرض، فقد بني على مسافة قريبة من الأرض»، مضيفاً «ربما يكون سبب ذلك عدم التزام المقاول، أو سبب آخر لا نعلمه، ولكننا قلنا لهم ذلك في حينها». وأوضح نواب أن الهيئة اقترحت السد في العام 2003 كحل موقت لمشكلة بحيرة الصرف الصحي، ومن ثم تولت الأمانة إنشاءه في 2005، ولم يتم الالتزام بالخطوط الفنية والهندسية الملائمة للإنشاء، مشيراً إلى أنه بني من الصخور والخرسانة الإسمنتية «ولكن وجدنا حينها أن هناك مشكلة في أساساته، إذ لم تصل إلى الصخور على مسافات ملائمة داخل الأرض، بما يحفظ استقراره، وقد صرحنا بذلك وأبلغنا الأمانة حتى وسائل الإعلام شاركتنا في ذلك». وعاد نواب ليخفف من خطر هذه المشكلة بقولة «إن السد متماسك على رغم ذلك، ولا يشكل خطراً على المدى القريب، إلا أنه لا يعتمد كحل نهائي أو كبديل عن السد الرئيس الذي اقترحت الهيئة بناءه ضمن سدود شرق جدة الثلاثة». ونفى نواب أن تكون هيئته شاركت في تحديد موقع سد أم الخير الاحترازي الذي انهار جراء سيول يوم «الأربعاء الأسود الجديد»، أو القنوات المائية التي تحددها أمانة جدة لحماية الأحياء، مؤكداً أن «اهتمامنا أكبر من الحلول الموقتة أو قنوات تصريف المياه الحالية، نحن نعمل على حلول بعيدة المدى بإنشاء سدود كبيرة بأعلى المواصفات الفنية والإنشائية التي من شأنها حماية جدة، وقد سلمنا الأمانة دراسة متخصصة في ذلك وبدأت فعليا في إنشاء تلك السدود في أماكن مختارة بعناية لحماية جدة من خطر سيول جبالها الشرقية». وأشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية إلى أن هيئته قدمت دراسة شاملة عن كل الأودية التي تشكل مجاري لسيول جبال شرق جدة، بناء على طلب الأمانة، مضيفاً «اقترحت الهيئة إنشاء السدود الثلاثة التي تم البدء في بنائها، وفي حال الانتهاء منها ستضع حداً لمشكلة السيول التي لا تزال تهدد جدة في مواسم الأمطار، كونها درست دراسة شاملة واختير لها مواقع ملائمة، كما اقترحت الهيئة كذلك إنشاء قنوات دعم لتفريغ المياه من السدود إلى البحر مباشرة، وسينتهي العمل فيها خلال الأشهر المقبلة».