كالغيث هطلوا .. مطر يواجه المطر كأنما انشقت عنهم الأرض الموعودة بالرجال الذين كلما ناداهم الواجب لبوا نداءه. هبوا سواعد من العزيمة المجدولة بحب الناس، شواهد من الإصرار على الوقوف سدا في وجه الخطر وخندقا يأوي إليه من يداهمه الخوف، سواعد ألفين من الرجال تمتد لتنقذ طفلا حال بينه وبين أبويه الماء، تعين امرأة حاصرها المطر وحيدة إلا من رعبها، تقف إلى جوار أب أعيته الحيلة فرفع كف الضراعة لله ثم مد يد الرجاء لوطن يهيئ رجاله لكي يكونوا ذخره عند الصعاب. ألفان من الرجال، بين رجال هاجسهم توفير الأمن ورجال همهم تسيير الحركة ورجال نذروا أنفسهم للعمل وقت الأزمات، جهات ثلاث الدفاع المدني.. المرور.. الشرطة كأنما هي قلوب ثلاثة حفت بالوطن ممثلا في جدة حين داهم أرضها المطر وحاصرت بيوتها المياه ووقف أهلها بين سنديان الخوف ومطرقة الحيرة. ألفان من الرجال لهم بيوت لم تشغلهم عن واجبهم ولهم أطفال لم يعقونهم عن القيام بدورهم ولهم ما للإنسان من رغبة في الراحة وبعد عن احتمالات الخطر غير أنهم ارتقوا على إغراءات الراحة وهزوا قبضة الرجولة في وجه الخطر وخرجوا جنودا إلى الميدان، خرجوا قلوبا تحط على سهول جدة وشرفات ونازلها قلب أب يرى في كل طفل طفله وقلب أخ يرى في من يمد له يد الحاجة إلى المساعدة أخاه، أولئك هم رجالنا حين دعاهم الواجب برهنوا أنهم أهل لأداء الواجب. بقي أن نؤكد أن هذه الصور إنما هي لنماذج من أبطال رجال الأمن بكافة قطاعاته، الذين هم بحجم الحدث دائما، ومثلهم كثيرون لم تتسع المساحة لصورهم هنا، مؤكدين أن «عكاظ» كما هي سياستها كانت وستكون مع الأمن وأهله في كل مكان وزمان. مشاهدة الصفحة PDF.