بعد مضي عام، لابد أن نستكشف بصورة تأملية أهم الشخصيات الفاعلة خلال الأحداث الماضية في العام 2010، فالأكثر بروزا في العام الماضي على المستوى العربي والإسلامي والدولي هي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث برز وبصورة لا منازع فيها كزعيم عالمي وذلك من خلال السياسة الحكيمة التي يتحلى بها، فضلا عن الاحترام الكبير الذي يتمتع به لدى زعماء وقادة العالم، لمصداقيته وتعاطفه مع مختلف القضايا الإنسانية التي تتعرض لها الدول والشعوب على اختلاف أجناسها. ومن هنا جاء اختيار مجلة فوربس الأمريكية لشخصية خادم الحرمين الشريفين كأحد أهم الشخصيات العالمية مع الرئيس الصيني جينتاو والأمريكي باراك أوباما، ليكون ذلك تأكيدا عالميا على ثقل زعامة خادم الحرمين الشريفين. وفي هذا الإطار بدأ وزير الإعلام الأردني الأسبق مروان دودين حديثه ل «عكاظ» بالقول إن العام الميلادي الماضي هو عام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بامتياز. وأوضح دودين قائلا، لو تتبعنا مسيرة خادم الحرمين الشريفين خلال العام الماضي لوجدناه كان فارسا في كل مضمار خاضه. وتابع دودين قائلا، كما أن الوقفة المشرفة التي يقفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه ما يحدث من فتنة داخل اليمن، ودعمه الكامل له لمواجهة ما يتعرض له من إشكالات وعلى رأسها ما يسمى بتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، ليؤكد على أن خادم الحرمين الشريفين بعروبته المعروفة يبقى مدافعا قويا عن وحدة الأمة تجاه ما يتهددها من أخطار. ويضيف، كما أن مبادرته تجاه دعوة القادة العراقيين للقاء في الرياض، والذين حركتهم المبادرة ليتفقوا ويعلنوا حكومة عراقية تأخرت عدة أشهر، لتدل تلك المبادرة دلالة ناصعة على حرص خادم الحرمين الشريفين، الذي لا يقبل أن يرى نزاعا داخليا بين أقطاب في دولة عربية ويقف موقف المتفرج، بل يبادر ويعمل حتى يتمكن من التوفيق بين القوى المتصارعة، كما هو دائما حيال كل القضايا العربية. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن مواقفه واضحة وجلية ولا تقبل المساومة، فهو يشدد على ضرورة أن تعود القدس إلى عرينها العربي، وكذلك جميع الأرض المحتلة عام 1967، وأكبر دليل على ذلك تمسكه بمبادرته بعد أن أقرتها قمة بيروت، وأكدت عليها كل القمم العربية اللاحقة. أما الأمين العام لحزب البعث التقدمي فؤاد دبور، فقد قال في حديثه ل «عكاظ» إن العام الميلادي المنصرم شهد إنجازات سياسية وإنسانية وعمرانية كبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحيث أنني شخصيا أعتبره رجل العام بلا منازع، وذلك لعدة أسباب، أبرزها مواصلته القيام بدوره القومي والوطني من خلال متابعته عملية إصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية المختلفة فيما بينها، وخصوصا موقفه المشرف في مؤتمر الكويت عندما تمكن من إزالة التوتر مع سورية بكل الحب الذي عرف عنه كأخ كبير للجميع، كما أن دوره في تقريب وجهات النظر بين سورية ومصر ومحاولاته الحثيثة لإزالة الخلاف بين الدولتين والقيادتين هي محاولات تكللت في بعض مراميها بالنجاح، انتظارا لتتويجها على يديه بتصالح كامل خدمة لقضايا أمتنا العربية التي تعتبر من أولى اهتماماته. وأضاف دبور، إن المكانة العربية والإسلامية والدولية الرفيعة التي يحتلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أهلته وبكل اقتدار أن يفوز بلقب ثالث أقوى شخصية في العالم، وهذه القوة امتلكها بحبه للخير وبعطائه المتفاني لبلده وشعبه ولكل الشعوب التي تستنجده لتجده خير زعيم معين. ومن جهته، قال الأمين العام السابق للحزب القومي العربي، أمين سر حركة فتح سابقا في عمان، المهندس مازن ريال، إن زعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية اكتسبها لريادته في العمل الإنساني، وللسياسة الوسطية التي يتبعها، والمصداقية العالية البعيدة عن كل تكتيكات الساسة، ومن هنا كان له كل الاحترام ليس فقط لدى زعماء العالم، بل تجد الشعوب تحبه وتتغنى بأفعاله الخيرة على المستوى العالمي.