لا شك أن فوز ملف قطر باستضافة مونديال 2022 لكرة القدم يعد حدثا كبيرا بمفهوم الأحداث الكبيرة، التي تتغير بموجبها أشياء كثيرة جدا. ولعله الحدث الأكبر هذا العام، ولم تحظ دولة عربية من قبل بمثل هذا الشرف الرفيع، والمتابع لمسيرة دولة قطر، وما بذلته من جهد في شتى النواحي، في سبيل الارتقاء بمواطنها، وبمن يقيم على أرضها الطيبة، وأيضا على الصعيد الدولي، من حلها للنزاعات، بحكمة وروية، وإدارتها للحوارات ووجهات النظر، وتقريبها بعضها ببعض، يدرك تماما أنه أمام بلد سباق في كل شيء، ولم يكن مستبعدا أبدا، أن يحصل على هذا الامتياز، مضيفا إلى إنجازاته الكثيرة إنجازا جديدا. لقد تحدثت من قبل كثيرا عن مجال الثقافة، باعتباري أحد المهتمين به، ذلك المجال الذي يعد هامشيا في دول كثيرة، ولا يحظى باهتمام كبير، وألمس من خلال إقامتي في قطر اهتماما واسعا بهذا المجال، هناك عاصمة ثقافية دائمة، وليست هذا العام فقط، ندوات ومؤتمرات تغوص في عمق الثقافة، وتستضيف أعلاما لها، مسرح متطور، ومعارض تشكيلية، وفلكلور، وحي ثقافي مكتمل لم أر له مثيلا في بلد آخر. وأيضا معرض دولي للكتاب يقام كل عام، اتسعت رقعته وشهرته، وصار قبلة للناشرين والمثقفين، من شتى أرجاء العالم، وأنا أتفقده هذا العام، أشاهد دور نشر مرموقة، تشارك بسعادة، وقراء من شتى الجنسيات، يعثرون على ضالتهم داخل أروقته، وأتوقع أن يصبح هذا المعرض قريبا، مكانا أثيرا، لتبادل حقوق النشر، كما يحدث في فرانكفورت ولندن. للتعليم أيضا دور كبير في نهضة الأمم كما هو معروف، وأرى التعليم يقفز تلك القفزة النوعية، ليشارك الطالب في العملية التعليمية، وتأتي جامعات مرموقة، كنا نسمع بها سماعا، لتفتح أحضانها للدارسين، وتمنحهم أرقى الشهادات في ذلك الصرح الكبير .. المدينة التعليمية. أرى الفرحة كبيرة على وجوه الناس يوم أعلنت قطر بلدا مستضيفا لكأس العالم 2022، أرى كرنفالات الابتهاج، وتزداد سعادتي، أنني أحد المقيمين هنا، وأحد الذين شاهدوا افتتاح دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، حيا، وليس عبر إرسال بعيد، وأثق تماما أن مباريات كأس العالم، المرتقبة، ستبدو حدثا أسطوريا شامخا، كما بدت سابقتها دورة الألعاب الآسيوية. أبارك لقطر هذا الإنجاز التاريخي، وأبارك للعرب كافة، أنهم حصلوا على هذا الامتياز، من بلد يقدر الامتيازات، ويحققها دائما. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة