كان اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية هذا العام، اختيارا رائعا للغاية، فقد صادف وقتا خطت فيه دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خطوات واسعة جدا في كل المجالات، كالمعمار والاقتصاد والصحة والتعليم والرياضة وأيضا الثقافة، تلك الخطوات التي جعلت منها دولة رائدة ومرموقة، وقبلة للآتين من كل صوب، يتلمسون هواءها النظيف، وتجربتها الفريدة، ويشاركون في كل ما تقيمه من نشاط من أجل رقي الإنسان ورفعته. وخلال إقامتي الطويلة في هذا البلد المضياف المرحب دائما، سوى في مجال عملي الطبي أو مجال كتابتي الروائية، أعد شاهدا على هذه التجربة الغنية، وأحد الذين سيوثقون لها بالكتابة قريبا، وشاكرا أن أتيحت لي فرصة أن أكتب بلا معاناة تعيق ىالكتابة، وأن أنجز جزءا كبيرا من مشروعي الروائي من دون خوف أن يتعطل، وأيضا فرصة لقاء المبدعين المقيمين أو القادمين من بعيد، وفرصة السفر والاحتكاك الثقافي والتعلم. ولعل إرهاصات العاصمة الثقافية قد بدأت منذ وقت طويل، فقد انتظم معرض الكتاب ليصبح سنويا، ثم اتسع مقره بازدياد عدد زواره وعارضي الكتب فيه، وأصبح سوقا فخما للكتاب يشد حتى دور النشر التي تأتي من فرنسا واسكندنافيا، وقد شهدت هذه السنة وجوها مشرقة للكتب، أرادت أن تبدو جميلة وسط آلاف العناوين، وشاهدت زوارا محملين بتلك العناوين، الناس هنا تقرأ بلا شك، وباتت تنتظر عرس الكتاب بشوق من سنة إلى سنة، أيضا الندوات المصاحبة للمعرض وقد غدت متنوعة، يمكنها أن تلج كل المجالات وتمنح الناس فرصة المشاركة فيها. بالنسبة للفنون بأنواعها سوى تلك المرسومة أو المغناة أو التراثية، فلها نصيب في الثقافة بلا شك، وتوجد في قطر نهضة كبيرة في الفن التشكيلي. نهضة متجذرة، وفنانون كبار يحتفي بهم العالم، وجوائز بلا حصر، حصل عليها الرسم من كل مكان، ولأن فنون الشعوب والحضارات الأخرى مهمة أيضا، ويجب التعريف بها، أتوقع أن نرى خلال عام الثقافة هذا، فنونا متنوعة وكثيفة وتراث ما كنا سنلم به لولا سخاء العاصمة الثقافية. كما أتوقع أن نلتقي بمحترفين في شتى المجالات الفنية والثقالفية، يشاركون في هذا العرس الكبير، الذي يستمر سنة كاملة.. إذن نحن في الدوحة وقد ازدهت أكثر، وقد غنت مطلقة البداية لعرس الثقافة، إنه حظ كبير أن نكون هنا، وحظ كبير أن نكون في الدوحة أصلا، تلك التي ما انقطعت عنها الأعراس. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة