تعريف الفضاء الخارجي يبدأ بمعيار وحدة الضغط، وتحديدا عند مستوى سطح البحر يبلغ مستوى الضغط الطبيعي حوالي 1013 باسكال. ولا علاقة لهذه الوحدة بالطرب، فمصدرها العالم الفرنسي «بليز باسكال» الذي وضع أساسها قبل حوالي ثلاثمائة وخمسين سنة. وتم تعريف الفضاء الخارجي بمستوى باسكل واحد وهو المستوى الذي لا تتوفر عناصر الضغط الكافية للطيران باستخدام ضغط الهواء. ويعادل تقريبا ما ستشعر به لو وضعت قالب سكر على كف يدك .. ويبلغ الارتفاع عند ذلك المستوى مائة كيلومتر عن سطح الأرض فقط لا غير. ويسمى خط «كرمان» نسبة إلى أحد علماء الفيزياء الأمريكيين. الشاهد أن من يصل إلى ذلك الارتفاع يطلق عليه لقب «رائد» فضاء Astronaut بالإنجليزية، و«كوزمونوت»، بالروسية و«تايكونوت»، بالصينية، و«أنجاسوان» بالماليزية. وقد حصل على هذا اللقب 505 أشخاص من ثمانية وثلاثين جنسية مختلفة إلى اليوم. وغزو الفضاء جديد علينا فقد بدأ عام 1957 عندما أذهل الاتحاد السوفيتي العالم بإطلاق أول قمر صناعي، وكان اسمه «سبوتنق» بكسر النون، ومعناها بالروسية «الرفيق». وبدأ التنافس الرهيب بين الولاياتالمتحدة والكيان السوفيتي وأطلقت مئات المركبات وأغلبها أقمار صناعية وللأسف أن هناك بقايا كثيرة للاستكشافات البشرية النشطة في الفضاء الخارجي فتقدر كمية «المبعثرات» الفضائية بأكثر من مائة ألف قطعة تحوم حول كوكبنا أربعا وعشرين ساعة يوميا، ومنها حوالي عشرين ألف قطعة يفوق قطرها عرض آخر كلمة في هذا السطر الذي تقرأه الآن. وهذه «القمائم» الفضائية تشكل خطورة كبيرة على استكشافات الفضاء. وللعلم، فلكي تسبح في الفضاء الخارجي حول كوكبنا، يجب أن تزيد سرعة الجسم عن حوالي 28000 في الساعة .. تخيل كيس «بيك» مستعملا طائرا بسرعة ثمانية وعشرين ألف كيلومتر في الساعة. وتوجد حاليا محطة فضاء دولية معمورة بالبشر دائما على ارتفاع حوالي ثلاث مائة كيلومتر عن سطح الأرض. ولكن زمن الاستكشافات الفضائية في مرحلة تحول جذرية. بقيت رحلة مكوكية واحدة ضمن منظومة رحلات المكوك الفضائي الأمريكية، وبعدها ستكون جميع الرحلات الحاملة لرواد الفضاء على متن مركبات «سويوز» الروسية. وقد فتح الباب على مصراعيه الآن للرحلات التجارية إلى الفضاء الخارجي، وبدأت بعض الشركات خوض هذا المجال، وهناك ما لا يقل عن عشر شركات ضخمة تسعى لكسب مكان ومكانة في الفضاء الخارجي. وقريبا سترى الرحلات التجارية للفضاء الخارجي وسترى إعلانات لم تخطر على البال من القطاع الخاص. ومن يعلم ربما ستجد ذات يوم إعلان فضائي «أبو نار يرحب بكم في فرع الطندباوي .. تحتكم بثلاثمائة كيلومتر». كلنا نحب القصص المفرحة التي ترفع الرأس وإليكم إحداها: قبل خمس وعشرين سنة، تم اختيار أول رائد فضاء مسلم عربي. وكان أصغر رائد فضاء، وقضى أقصر وقت في التدريب ليقوم برحلة أجرى خلالها تجارب علمية أعدها فريق مميز من علماء وطنه. تجارب كيميائية، وطبية، وفيزيائية. وكان أول من صام، وصلى، وختم القرآن في الفضاء. اسمه سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وأعضاء الفريق العلمي هم الدكاترة: محمد أسعد توفيق (رحمه الله)، وعبد الله الدباغ، ومنصور ناظر، ومحمد الشريف، وعدنان نيازي، وعبد العزيز السويل، وتركي آل سعود، وهاشم يماني، وناصر الحميد، وعلي أبو صالح، وسعد الراجح، ومحمد بدير، وحمزة عصر. وقبل حوالي شهرين تشرفت بمقابلة بعضهم في مؤتمر جمعهم برئيس وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ومجموعة من رواد الفضاء ممن زاملوا رائد الفضاء السعودي. وفوجئت أن بعدها مباشرة تم توقيع معاهدة صداقة أمريكية إسرائيلية للاستكشافات الفضائية ومعظمها ذات أهداف خبيثة .. يعني «خشوني ولا تنسوني» إسرائيلية ملعوبة. أمنية أتمنى أن نتذكر أن دواعي التفاؤل كثيرة وكبيرة في وطننا، فإنجازات الفضاء في الماضي مذهلة، وهناك المزيد فالواقع أن لدينا إنجازات حالية مشرفة جدا في مجال الأبحاث الفضائية، والمستقبل أفضل. ولا يكفي أن نقول إننا كنا أول دولة عربية إسلامية في الفضاء الخارجي، بل ننظر إلى المستقبل بإيمان أن أهم مواردنا هي الموارد البشرية، وأن القادم هو الأهم. دائما. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة