ليس بدعاً أن يتظلم الذين تصطادهم كاميرات «ساهر» من قسائم المخالفات، وبالذات الذين لم يتوقفوا عن التهور في السرعة، أو اللامبالاة في قطع الإشارة، هذا بالإضافة إلى المخالفات الأخرى كربط الحزام، ورمي المخلفات في عرض الطريق!! أي نعم .. ليس بدعاً أن تتظلم هذه الشريحة من قسائم المخالفات التي يرصدها «ساهر» لأنه لا يعرف المجاملة، ولا يفرق بين زيد أو عمر من الناس فحتى لو خالف مدير عام المرور، فإن «ساهر» ستلتقط صورته وعليه أن يسدد رسم المخالفة. ولقد قرأت فيما ينشر: أن كاميرات مراقبة الطرق المسماة في السعودية ب «ساهر» تعاني أزمة كبيرة في أنحاء متفرقة من العالم، حيث تتعرض لهجوم من مواطني دول عدة، سواء بالتخريب المتعمد أو حتى بمحاولة التشويش على عملها. ونشر موقع «جورنال أوف بولوتيكس درايفن» المعني بأخبار القيادة والطرق تقريراً عن تعامل سكان 4 دول، هي السعودية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا مع نظام كاميرات مراقبة الطرق، وسرد قصصاً نسبها إلى صحف محلية في تلك الدول. مجهولون في فرنسا أحرقوا إحدى الكاميرات التي دخلت الخدمة للتو، حيث أحاطوها بإطارات وأشعلوا فيها النيران، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. وفي السعودية هاجمت مجموعة مكونة من 5 أشخاص قائد سيارة تابعة لنظام ساهر في مكةالمكرمة، ورمى شخص قضيباً حديدياً على كاميرا في مدينة بريدة، ما أدى إلى تعطيلها، حسبما قالت صحيفة «عرب نيوز». أما في المدينةالمنورة فاختار شاب أن يتطوع لتنبيه قائدي السيارات من كاميرا «ساهر» حيث وقف بقربها، وأخذ يلوح للسائقين من أجل تنبيههم عند اقترابهم. وفي لندن صدم موسيقي كاميرا مراقبة ما أدى إلى سقوطها من موقعها، حسبما ذكرت صحيفة «تيليغراف». أما في ألمانيا فقد أحبطت الثلوج التي تتساقط منذ أيام على أجزاء مختلفة من البلاد عمل الكاميرا، وهذا بالطبع لا يبرر الأعمال التخريبية لكامرات «ساهر» ولكني أردت أن أقول إننا لسنا بدعاً بين أمم العالم، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن من الظلم أن تتراكم قسائم المخالفات على مرتكبها دون أن يسددها هو من ناحية، ومن دون أن تتخذ ضده إدارات المرور إجراءات حاسمة مثلما هو حاصل في العالم، حيث يتم سحب الرخصة ومنع المخالف من قيادة السيارة متى ما ارتكب ثلاث مخالفات ولم يسدد قيمتها. في حين أننا نسمع من الكثير أن فلاناً عليه أكثر من عشرة آلاف ريال، وعلاناً عليه مخالفات بأكثر من ثلاثين وخمسين ألف ريال، كما حدثني بذلك سائق سيارة أجرة وهو الآن عاجز عن تسديدها، وفي الوقت نفسه لا يمكنه تجديد الرخصة أو الاستمارة ما لم يسدد رسوم المخالفات، فتكون النتيجة مشاكل مركبة تضطره لإيقاف السيارة وممارسة التسول!! لذا وكما يرى أهل الرأي أن لا اعتراض على المراقبة، وتوقيع الضريبة على كل من يرتكب مخالفة مرورية، لكن في الوقت نفسه يرون أنه ليس عدلا مضاعفة قيمة المخالفة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الأولى بإدارة المرور أن تتخذ الإجراء الحاسم بعد ثلاث مخالفات كما هو حاصل في العالم أو حتى بعد عشر مخالفات وذلك بسحب الرخصة، أو حجز السيارة لئلا تتراكم أقيام المخالفات فيصعب تسديدها، خاصة بعدما بدأت إدارات المرور في تطبيق نظام المرور فيما يتعلق بالمخالفات، إذ نشرت «عكاظ» في عدد الأربعاء 9 محرم 1432ه: «أن سعادة مدير مرور محافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني كشف عن تسجيل 19243 مخالفة مرورية تجاه المخالفين لقرار رمي النفايات من السيارة في الشوارع أثناء القيادة، وذلك ابتداء من تطبيق القرار مع بداية صدور نظام المرور الجديد حتى الآن». وأعود مطالباً أن يوضع سقف للمخالفات يتم عند بلوغه سحب الرخصة، وإلا فسيصعب تحصيل رسوم المخالفات إن تراكمت وبلغت عشرات الآلوف!. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة