هدايا شاعرنا الكبير الراحل طاهر زمخشري التي أهدانا إياها وأهداها للوطن كانت عديدة، بابا طاهر الرمز الثقافي الذي قدم لهذه البلاد ولمن عليها مواهب ليس لها حصر من بشر وعقول بصحبة رموز من أبناء جيله ليس له حدود، وليس أدل على ذلك من تقديمه صوتين عربيين لساحتنا الأدبية والغنائية، إحداهما البحرينية.. الشاعرة منى غزال التي قدم ديوانها «المجنونة.. اسمها زهرة عباد الشمس»، كان ذلك مع بزوغ شمس «تهامة» للنشر والتوزيع في نهاية السبعينيات، أما قبل ذلك وفي منتصف السبعينيات كان قد قدم بابا طاهر رحمه الله أكبر هدية للأغنية الحجازية.. الصوت التونسي الدافئ «عايدة بو خريص»، الذي جاء من معطف نجاة الصغيرة، وكانت أجمل هدية يقدمها بابا طاهر زمخشري للغناء السعودي، أما عايدة فبالفعل كانت السفيرة الثانية للأغنية السعودية بعد هيام يونس «المطربة اللبنانية الكبيرة»، التي تعاملت مع غنائنا وموسيقانا السعودية منذ ستينيات القرن الماضي كسفيرة بكل ما تعنيه الكلمة، حديثنا اليوم عن عايدة بو خريص التي لحن لها الكبار بفضل ووجاهة الراحل بابا طاهر، ومن هؤلاء كان جميل محمود وسراج عمر وغازي علي وطلال مداح وفوزي محسون وعبادي الجوهر وغيرهم، فكانت بحق من أروع من قدم الأغنية الحجازية الطابع بدفء ولهجة محلية اقتربت كثيرا من بعض أهم أصواتنا يومها بل وتجاوزت بعضهن مثل ابتسام لطفي وسارة قزاز وعتاب وتوحة وغيرهن من الأصوات التي تمكنت من عواطفنا وشجوننا.. وتعاملت معنا في أفراحنا وأتراحنا وفي كل الأحوال، هي دعوة لملحنينا نجوم ساحة التلحين والموسيقى السعودية اليوم مثل صالح الشهري وناصر الصالح وصلاح الهملان وغيرهم من الأسماء للتعامل مع هذا الصوت الرائد بلا شك، في مسعى يجعلهم أمام تجربة ملحني السبعينيات الذين قدموا بصوتها تحفا غنائية يصعب سقوطها من الذاكرة!، سيما وأن عايدة أعلنت عن عودتها للغناء مجددا انطلاقا من حفلات الفاتح من سبتمبر في ليبيا أخيرا. فاصلة ثلاثية: من أقوال أوسكار وايلد في المرأة: • المرأة مسرفة بطبعها، في العاشرة تسرف في الدلع، وفي العشرين في الزينة والتبرج، وفي الثلاثين تسرف في إنجاب الأطفال، وفي الأربعين تسرف في الأكل، وفي الخمسين تسرف في الكلام. • قد تتخلص المرأة من حب محرم، ولكن آثار النار تظل مطبوعة على قدميها. • أحب الرجال الذين لهم مستقبل، والنساء اللواتي لهن ماض.