وجد تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومة الأمريكية سمحت لشركات أمريكية بإجراء صفقات بمليارات الدولارات مع إيران ودول مدرجة على اللائحة السوداء كدول راعية للإرهاب. وأشارت إلى أن وزارة الخزانة منحت حوالي عشرة آلاف رخصة لصفقات مع دول تخضع لعقوبات، وتتراوح هذه الشركات بين «كرافت» للمنتجات الغذائية وشركة «بيبسي» للمشروبات الغازية إلى أكبر المصارف الأمريكية. وأضافت أن معظم التراخيص منحت وفقاً لقانون صدر قبل عشرة أعوام ينص على أن المساعدات الزراعية والإنسانية تستثنى من العقوبات إلا أن نص القانون كتب بأسلوب جعل المساعدات الإنسانية تشمل السجائر وعلكة ريغلي وصلصة لويزيانا الحرة وأدوية التنحيف وكمال الأجسام التي تباع للشركة التي تدرب الرياضيين الأولمبيين الإيرانيين. وذكرت الصحيفة أن مئات التراخيص الأخرى جرت الموافقة عليها بحجة أنها تخدم المصالح الخارجية الأمريكية بينها صفقات لتقديم المساعدات لمواجهة المجاعة في كوريا الشمالية أو لتحسين الاتصالات بالإنترنت في إيران و «تغذية الديمقراطية» فيها. إلاّ أن «نيويورك تايمز» أكدت أنه في صفقات أخرى كانت المصالح الخارجية الأمريكية غير واضحة. ومن أحد الأمثلة التي تذكرها الصحيفة أن شركة أمريكية سمح لها بالتقدم بطلب للمشاركة في أعمال مد أنابيب غاز تسمح لإيران ببيع الغاز الطبيعي لأوروبا رغم أن واشنطن تعارض مثل هذه المشاريع. من حهة أخرى، ذكرت صحيفة التايمز أمس أن إيران اطلقت سراح عدد من كبار قياديي القاعدة ليعيدوا بناء التنظيم على الحدود بين أفغانستان وباكستان. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين باكستانيين ومن الشرق الأوسط طلبوا عدم كشف هوياتهم أن السلطات الإيرانية تقدم مساعدة سرية لناشطي القاعدة في حربهم على قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان المجاورة. وأكد مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية للصحيفة «في مناسبات عدة، يساعدهم أعضاء في حراس الثورة الإيرانية». ومن القياديين الذين أفرج عنهم حسب الصحيفة، المصري سيف العدل المدرج على لائحة الإرهابيين المطاردين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) الأمريكي لتورطه في الاعتداءين على السفارتين الأمريكيتين في شرق أفريقيا في 1998. وقال مسؤولون باكستانيون للتايمز إن سيف العدل عين أخيرا قائدا للعمليات في أفغانستان وباكستان. وقالت المصادر نفسها إن إيران أطلقت أيضا سراح الكويتي سليمان أبو غيث الذي كان الناطق باسم القاعدة عند وقوع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، وأبو الخير المصري القريب من الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، وثلاثة من أفراد عائلة زعيم القاعدة.