يتساءل الكثير من الناس حول مسألة الطهارة عندما يقرأ أحدهم القرآن الكريم وعند مروره بآية سجود، هل يستلزم له الطهارة؟ «عكاظ» استعرضت أقوال بعض أهل العلم في مسألة الطهارة لسجود التلاوة .. فإلى التفاصيل: مختلف فيه عبد العزيز آل الشيخ (مفتي عام المملكة) «يحرم على المسلم أن يمس المصحف، وهو على غير طهارة، لكن لو قرأ القرآن عن ظهر غيب، وكان على غير طهارة، ومر بآية سجدة فهل يسجد أم لا؟ فمن العلماء من جوز له السجود، حيث لم يجعل سجود التلاوة بمنزلة الصلاة فلم يشترط له الطهارة، ومن العلماء من يشترط الطهارة لسجود التلاوة، وقال: إن سجود التلاوة صلاة، فتشترط له الطهارة، واستقبال القبلة، وستر العورة. وعلى كل حال إذا سجد من يقرأ القرآن غيبا على غير طهارة فإني أرجو أن لا حرج عليه؛ لأن هذه السجدة لا تسمى صلاة، إنما تسمى سجود التلاوة، ولكن كلما كان على طهارة فذاك أفضل وأكمل وأحوط، والمرأة أيضا تسجد، لكن إذا كانت كاشفة عن شعرها، وعن ساقيها فهي منهية أن تصلي، وإذا قلنا: إن سجود التلاوة ليس بصلاة فجائز لها سجود التلاوة على حالها، وإن قيل: إنها صلاة فلا يجوز لها ذلك، وعلى كل حال كلما كانت في قراءتها متسترة كان ذلك أفضل بحقها تأدبا مع القرآن». لا تشترط عبد العزيز بن باز (رحمه الله) «سجود التلاوة لا تشترط له الطهارة في أصح قول العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قول أهل العلم. ويشرع فيه التكبير عند السجود؛ لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك. أما إذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يجب فيه التكبير عند الخفض والرفع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الصلاة في كل خفض ورفع. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) [1] رواه البخاري في صحيحه، ويشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء ما يشرع في سجود الصلاة لعموم الأحاديث، ومن ذلك: ((اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين)).