يلحظ المتابع للهبة الدينية الحالية في شهر رمضان، إقبال الناس على قراءة كتاب الله خصوصاً في الأيام الأولى، إلا أن قراءة القرآن بدأت تأخذ أشكالاً عدة بعد أن كانت حكراً على المصحف. فهناك من يقرأ القرآن من خلال الحاسوب، وهناك من يقرأه من خلال الجوال. مع موجة «الآيفون» التي بدت تطغى لدى معظم الناس، نظراً لتعدد المميزات فيه، لوحظ من يقرأ القرآن من خلاله في المساجد أو في مكاتب العمل وغيرها من أماكن الانتظار، خصوصاً أن عدداً من العلماء يبيح قراءة القرآن من خلال الجوال من دون اشتراط وضوء، كما أن قراءة القرآن من الجوال برأي بعض الشرعيين فيها تيسير للحائض، ومن يتعذر عليه حمل المصحف معه، أو كان في موضع يشق عليه فيه الوضوء، لعدم اشتراط الطهارة للمسه كما سبق. الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك سئل عن حكم قراءة القرآن من جهاز الجوال من دون طهارة فقال: «معلوم أن تلاوة القرآن عن ظهر قلب لا تشترط لها الطهارة من الحدث الأصغر، بل من الأكبر، ولكن الطهارة لقراءة القرآن ولو عن ظهر قلب أفضل؛ لأنه كلام الله، ومن كمال تعظيمه ألا يقرأ إلا على طهارة». وأضاف وفقاً لموقع نور الإسلام: «أما قراءته من المصحف فتشترط الطهارة للمس المصحف مطلقًا؛ لما جاء في الحديث المشهور: «لا يمس القرآن إلا طاهر»، ولما جاء من الآثار عن الصحابة والتابعين، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، وهو أنه يحرم على المحدث مس المصحف؛ سواءً أكان للتلاوة أو غيرها. وخلص إلى أن «الجوال ونحوه من الأجهزة التي يسجل فيها القرآن ليس لها حكم المصحف؛ لأن حروف القرآن ووجودها في هذه الأجهزة تختلف عن وجودها في المصحف، فلا توجد بصفتها المقروءة، بل توجد على صفة ذبذبات تتكون منها الحروف بصورتها عند طلبها، فتظهر الشاشة وتزول بالانتقال إلى غيرها، وعليه فيجوز مس الجوال أو الشريط الذي سجل فيه القرآن، وتجوز القراءة منه، ولو من غير طهارة، والله أعلم». أما الشيخ صالح الفوزان فرأى قراءة القرآن من خلال الجوال «من الترف الذي ظهر على الناس»، وقال: «المصاحف متوافرة في المساجد وبطباعة فاخرة؛ فلا حاجة للقراءة من الجوال، ولكن إذا حصل هذا فلا نرى أنه يأخذ حكم المصحف، المصحف لا يمسه إلا طاهر؛ كما في الحديث: «لا يمس القرآن إلا طاهر»، وأما الجوال فلا يسمى مصحفاً».