الإنسان لا يسلم من المنغصات التي تهاجمه على حين غرة. يحدث هذا في أي مكان تتواجد فيه، سواء داخل بلدك أو خارجه، وفي الداخل تستطيع بأكثر من وسيلة أن تتدبر حالك، إلا أنك حينما تكون في الخارج فهذا يعني أن وسائل تحركك إزاء أية مشكلة تواجهك هي حركة محدودة للغاية، يستوجب معها أن تقف معك جهة لها صفتها الاعتبارية.. ووجود السفارات في أي بلد من البلدان هو نوع من التمثيل السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي، وهي الواجبات الرئيسة التي تهتم بها السفارات العربية، ومنها سفاراتنا المنتشرة حول العالم، بينما يغيب عن مهمات هذه السفارات الاعتناء بالمواطن المتواجد في أرض غير أرضه، فغالبا ما تكون الاستجابة لنجدته محدودة إن لم تكن ملغاة في الأساس. وهناك أحداث مختلفة ومتعددة تحدث للمواطن السعودي أينما ذهب، سواء أذهب للسياحة أو التطبب أو التعلم يمكن إدخالها في جانب الاستهداف، والاستهداف هنا له منطلقات متعددة ليس المجال سانحا لذكرها، إلا أن كم الأحداث الواقعة يجعل فتح ملفات حقوق وواجبات المواطن خارج بلده مسؤولية سفاراتنا في كل بلد تتواجد فيه. ويجعل الحديث عن هذه الواجبات حديث مكاشفة. وقبل هذه المكاشفة، نعرف تماما أن أي مواطن أوروبي إذا تعرض للمهانة والإذلال أول قرار يتخذه يطلب حضور سفير بلده، فيستجيب سفير بلده في الحال ويقف بنفسه على قضية مواطنه. بينما لو سحق مواطننا في أية بقعة سيجد عنتا في تلبية طلبه، وإن حدث ولبت السفارة النداء، فهي ترسل مندوبا لكي يقف على حالة المواطن، مع يقين المندوب أو السفارة أن مواطنها على خطأ وهذه أولى المكاشفات، وهو ما أضعف موقف بعض سفاراتنا حيال أي موقف يتعرض له المواطن، فغالبا يتم التعامل مع أية شكوى بتهاون وعدم جدية وتحميل المواطن الخطأ قبل معرفة ما الذي حدث. وتاريخ العلاقة بين المواطن المسافر إلى أية جهة من العالم مع سفارة بلاده هي علاقة مشتبهة تم ترسيخها عبر سنوات طويلة، فبعض السفارات تظن أن مواطنها جاء ل (التجاوزات) وحدث له ما حدث، وبالتالي يتحمل مسؤولية (أخطائه).. هذا هو الظن الأول الذي يتبادر إلى ذهنيات مسؤولي بعض سفاراتنا، وبهذا الظن يفقد المواطن مساندة سفارة بلاده أولا، ويصبح نهبا لما ترسخ أيضا لدى الآخر عنا. وكثيرة هي الحكايات التي ترد على ألسنة المواطنين مما يحدث لهم في الخارج. وأعتقد أن التوجيه السامي (الأخير) لسفرائنا بالاهتمام بالمواطنين هو استشعار لحالة التراخي التي تمارس من قبل بعض السفارات حيال رعايا دولتها، وهو أيضا دعوة لتغيير نمط معاملة سفاراتنا لنا حينما نكون في أمس الحاجة لأن تقف بجوارنا. أعتقد بأننا بحاجة لأن نفتح ملف سفاراتنا في الخارج وتعاملها مع المواطن، فهو ملف في غاية الأهمية، كون أغلبنا غدا مسافرا إما طلبا للعلم أو للتجارة أو للتطبب أو للسياحة. وهو ملف يستهدف في المقام الأول تحسين نظرة سفاراتنا لنا، فإذا كان سندك ينظر لك بريبة، فمن باب أولى أن يراك الآخر (القادم إليه) تستحق بالفعل رميك على قارعة الطريق. ولأن هذه الدعوة لم تحظ بأي شيء يذكر يصبح إعادة المطالبة بتحسين أداء السفارات معنا أمرا ملحا، فليس هناك من مظلمة يمكن أن تحل وراعيها لا يتبنى مظلمتها.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة