ما هي فائدة العلاقة المتميزة بين البلدين - أي بلدين - لشعبيهما، إذا لم تحقق أثراً إيجابياً على تعامل أجهزة رسمية، أمنية أو غير أمنية، مع مواطني البلد الأول على أرض البلد الثاني؟ أستدرك هنا، لأقول إن الأصل في التعامل هو أنظمة تؤطرها حقوق الإنسان سواء كانت الدولة التي ينتمي إليها المسافر أو المقيم على علاقة متميزة مع بلاده أو لم تكن. وحينما تقع حوادث اعتداء على مواطنين في الخارج تسارع بعض سفاراتنا في تلك الدول إلى الحديث عن العلاقات المتميزة، كأن أحداً شكك في هذه العلاقات، على رغم أن الفصل بين تميّز العلاقات وما يقع من حوادث هو الواجب. وفي بيان للسفارة السعودية في المنامة - على إثر حادثة اعتداء الأمن البحريني على مواطن - نشرته أكثر من صحيفة، حرصت السفارة على ذكر تلك الديباجة لتحتل معظم البيان، و «الحياة» اقتطعت جزءاً منه كعنوان «حوادث مماثلة يتعرّض لها سعوديون في المنامة»! فهل في هذا محاولة تذويب لقضية الاعتداء أم أنها شكوى من السفارة للإعلام بأن هذا يتكرر ولم نستطع فعل شيء؟ وفي البيان كلمة إضافية «وغيرها» أي غير المنامة، وهنا نلاحظ لب إشكالية إدارات السفارات السعودية المختصة بمتابعة شؤون المواطنين، تتلخص في قولهم «كل الحوادث يمكن أن تقع في كل البلدان»، هذا التمييع هو ما نلحظه في كثير من القضايا. لا يمكن مطالبة السفارات السعودية بعدم وقوع حوادث من هذا النوع، فهذا مستحيل يقع خارج دائرة قدراتها وصلاحياتها، لكن التساؤل يأتي من تكرار هذه الحالات بل التأكيد عليها بلسان السفارة نفسها، فأين الخلل؟ هل هو في صوت السفارات السعودية في الخارج المتدثر بعبارات ديبلوماسية، أم في صورة تم ترسيخها عن المواطن في الخارج انه «هو الغلطان إلى أن يثبت العكس»، مع أن المخطئ له حقوق لا يجوز المساس بها. الواقع يقول إن السفارات قنعت بالبرستيج، واستثمرت تلك الصورة ليصبح التراخي والبيروقراطية وربما المجاملات الديبلوماسية هي المحرّك للدفاع عن حقوق المواطنين. وفي قضية الاعتداء على مواطن في المنامة يلاحظ أن عيون السفارة «كليلة» على رغم علاقاتها المتميزة! ولو لم يتبرع شخص نبيل - يفترض أن يشكر ويكرم - بالمعلومة لدفنت وبقي المواطن في السجن مكسوراً وملطخاً بالدماء. وإلى يوم أمس لم تنشر السفارة السعودية في المنامة على موقعها «الإنترنتي» أي خبر عن الحادثة، ولا حتى نص بيانها، والسؤال: هل مواقع السفارات على الشبكة... خاصة أم عامة؟ هل هي للأخبار الرسمية «مطوية من ضمن المطويات» أم أنها كما يجب أن تكون لحاجات المواطنين؟ www.asuwayed.com