لم يتوقع فيصل الغامدي أن توقفه بسيارته لدقائق معدودة في شارع معاوية بن يسار في حي الفيصلية شمالي جدة، كان كفيلا بتجمع المئات من مخالفي نظام العمل والإقامة حول السيارة لعرض خدماتهم المختلفة، من بناء ودهان وتأجير معدات وغيرها من الأعمال الأخرى التي تمتهنها هذه العمالة بشكل مخالف كليا للأنظمة، في وضح النهار. وتسيطر العمالة المخالفة بشكل مطلق على شارع معاوية بن يسار، وتقسمه فيما بينها منعا للتداخل وللحد من المنازعات على الزبائن، فالجزء الأول من الطريق تستظل تحت أشجاره العمالة السودانية المتخصصة في البناء، بينما يتجول العمال الباكستانيون في منتصف الطريق ممتهنين أعمال الكهرباء، وينتظر العمال المصريون زبائنهم في آخر الطريق لعرض خدمات السباكة. وأوضح مصدر مسؤول في جوازات جدة أن الفرق الميدانية، وبالتعاون مع الدوريات الأمنية، تنفذ جولات ميدانية في شارع معاوية بن يسار بشكل دائم، وداخل الحي الذي يقع عليه الشارع، لضبط مخالفي نظام العمل والإقامة. من جهته، يقول إسماعيل طارق (من سكان الحي) إن العمال المخالفين لنظام العمل والإقامة يمارسون كافة الأعمال والمهن في الطريق العام دون دراية منهم بمقومات المهنة الأساسية، فأغلب أعمالهم تعتمد على الاجتهادات الشخصية بلا ارتكاز على خبرة أو ممارسة تؤهلهم لتنفيذ هذه الأعمال. وأضاف أن تواجد العمال وانتشارهم في الطريق دون عملهم في محال متخصصة يؤكد الحالة البدائية التي يعملون بها كيفما اتفق ودون أدنى اعتبار لخسارة المواطن مبالغ مالية طائلة لإصلاح ما يتسببون فيه من تلف وأضرار فادحة، جراء استخدام المعدات والأدوات التجارية ذات الأسعار المنخفضة والجودة الرديئة. بدوره، يوضح طلال العمري (من سكان الحي) أن الحي تضرر كثيرا من سيطرة هؤلاء العمالة على الطريق العام، خاصة أنهم ساعدوا في وقوع الحي في خانة العشوائيات بمنازلهم المخالفة ومعداتهم المتوقفة في عرض الطريق، دون أدنى اهتمام لحرمة الطريق العام. ودعا العمري الجهات المختصة إلى العمل الجاد والسريع لإزالة المعدات المخالفة المعروضة للإيجار على قارعة الطريق، ومعاقبة أصحابها لتركها في عرض الطريق فترات طويلة. فيما أشار عمر سليمان (من سكان الحي) إلى أن تعاون واستخدام العديد من المواطنين للعمالة المخالفة في أعمال مختلفة، ساهم في انتشارهم في الطريق بشكل كبير جدا لعرض خدماتهم على الزبائن. وأضاف «لو امتنع المواطنون عن التعامل مع هذه المجموعة من المخالفين سيضطرهم الأمر إلى التوقف عن ممارسة أعمالهم». بينما تخوف سالم يماني (من سكان الحي) من تنفيذ العمالة المخالفة أعمالا إجرامية كالسرقات وغيرها داخل الحي في حالة كساد سوقهم، وتوقف أعمالهم المخالفة. ويرى يماني أن سيطرة العمالة على الطريق بشكل كبير بحاجة إلى التدخل العاجل والحازم من الجهات المختصة.