كل مرة أقرأ عنوانا في إحدى صحفنا يتحدث عن دار رعاية المسنين، أراهن نفسي أن هذا التقرير لن يتجاوز في طرحه عن تكريس الصورة النمطية، وأن هناك أبناء عاقين رموا آباءهم وأمهاتهم في دار رعاية المسنين، ومنذ سنوات لم يسألوا عنهم، فتزيد هذه التقارير الصورة النمطية لدار العجزة على أنها عنوان للعقوق وليست دارا للرعاية أو مكانا جيدا لأشخاص متقاربين في أعمارهم لديهم نفس الاهتمامات، ونفس الذكريات. وكنت دائما أكسب الرهان مع نفسي حين أقرأ التقرير، في نفس الوقت أتساءل: لماذا لا تحاول الصحف تغيير الصورة النمطية لدى المجتمع تجاه دار رعاية المسنين؟ ولماذا لا يتم تقديمها على أنها خيار جيد للإنسان الذي تجاوز عمره الثمانين ويحتاج إلى رعاية كاملة وممرض وممرضة يتابعون علاجه ويقدمون له دواءه في الأوقات المحددة؟ وأن ذهاب الآباء والأمهات هناك لا يعني بالضرورة وجود أبناء عاقين، بقدر ما هو خيار أفضل طالما الأبناء مشغولون في بناء مستقبلهم وحياتهم الجديدة، وليس لديهم كل الوقت للجلوس معنا، وربما بهذه الطريقة سيحرص الأبناء بين حين وآخر على زيارتنا ويخصصون يوما في الأسبوع لزيارة ذاك الأب الذي لم يكبلهم، وتركهم لأنه يؤمن بأنهم أصبحوا أبناء المستقبل وليسوا أبناءه، فيما هو أصبح مستقبله خلف ظهره. أعرف أن ما أكتبه يتصادم مع الصورة النمطية التي شكلتها أنانية الجيل القديم، بيد أني مؤمن أنني إن وجدت دار رعاية جيدة توفر لي سبل الراحة مقابل مبلغ شهري أدفعه لها، لن أتردد في الذهاب إليها لأحرر أبنائي من أنانيتي التي تريد تقييدهم وجعل هذا العجوز هو مركز اهتماماتهم وليس مستقبلهم. وسأفرح كثيرا لو أن صديقي خلف الحربي والدكتورة عزيزة المانع آمنا معي بأن أبناءنا هم أبناء المستقبل، وسكنا في نفس الدار، بالتأكيد لن يكون هذا اختلاط محرم لأننا وصلنا الثمانين والنجيمي يجيز هذه الاختلاط، وسنتحدث عن مقالاتنا التي كنا نعتقد أنها مركز الكون والقراء ينتظرونها أمام المطبعة، فيما القراء يعتقدون أن الله خلقنا لنسليهم. «وسنحش» بعض الكتاب البراجماتيين، وسنحاول مراجعة ما الذي استطاعت مقالاتنا إنجازه، وسنكتشف أن مطار جدة كان عصيا على كل المقالات. أخيرا .. أتمنى من القراء أن يتأملوا الفكرة، إن راقت لهم فليغيروا تلك الصورة النمطية التي زرعت في رؤوسهم، إن لم ترق، فليتعاملوا معها على أنها فكرة شخص حين يصبح غير قادر على رعاية نفسه سيذهب إلى دار عجزة مقابل مبلغ مالي ليثرثر مع من يحملون نفس ذكرياته دون أن يحمل أحد خطيئة العقوق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة