كثيرا ما تفاجئنا الصحف المحلية بأخبار طريفة وغريبة، وبعضها تضع أمامنا أكثر من علامة تعجب واستفهام، ومن الأخبار التي تناولتها معظم الصحف بما فيها «عكاظ» أخيرا خبر اختفاء جهاز تصوير القلب التلفزيوني (الأيكوا) من مركز القلب في مستشفى الملك فهد في جدة في ظروف غامضة، وأضاف الخبر «تحقق سلطات الأمن مع موظفين وأخصائيين وحراس أمن لمعرفة كيفية اختفاء الجهاز وفي أي وقت، وأشارت مصادر إلى انقطاع طال الكهرباء وقت اختفاء الجهاز ما أدى إلى تعطل كاميرات المراقبة وعدم رصد المتهمين بإخراج الجهاز الذي تصل قيمته نحو 250 ألف ريال، وخضعت سلطات الأمن في المحافظة مسؤولين في المستشفى إلى الاستجواب، وجزم مدير العلاقات العامة أن الجهاز مملوك لإحدى الشركات المشغلة للمستشفى وتمت إحاطة سلطات الأمن بذلك». هذا هو النص الذي تناقلته الصحف والمواقع الإلكترونية مذيلة بتعليقات طريفة ومضحكة، لأن الخبر أصبح بمثابة نكتة نهاية عام 1431ه. ومع تقديري لكل القائمين والعاملين في المستشفى المذكور إلا أن اختفاء الجهاز مهما كان حجمه صغيرا أو كبيرا يكشف لنا عن وجود ثغرات ونقاط ضعف تساعد بعض هواة السرقات من السطو على الممتلكات مهما كان مرجعها للمستشفى أو الشركة المشغلة، فإذا كانت هناك إمكانية كبيرة في سرقة جهاز بكبره فلا نستبعد غدا سرقة سرير مجهز بأحدث التقنيات أو أجهزة من غرفة العمليات أو سرقة خزانة المستشفى، أو باختصار سرقة ماخف وزنه وغلا ثمنه. والسؤال الأكثر استغرابا ويضعنا أمام حيرة كبيرة، كيف يخرج الجهاز من مرأى مستشفى يحتوي على 600 سرير، ويعمل فيه نحو 515 طبيبا واستشاريا وأخصائيا، إلى جانب 1000 شخص في الكادر التمريضي، ويراجعه كل يوم المئات من البشر، ومع افتراضي لحسن النية في العاملين في المستشفى والكادر التمريضي والعمال دون توجيه أي اتهام لأحدهم، إلا أنني أجزم تماما أن السرقة تمت بطريقة منظمة ولا يمثلها شخص، بل شبكة متدربة وتمتلك خلفية مدروسة في كيفية السرقة ومن ثم التصرف بالجهاز. أخيرا .. إن اختفاء الأجهزة، واختفاء المواليد من المستشفيات عناوين بدأت تلاحظ وتنشر في الصحف بشكل لافت، وأصبحت قضية تحتاج إلى حلول صارمة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث في مستشفيات أخرى مهما كانت فردية، واقترح متواضعا أن من يتم رصده في مثل هذه القضايا يتخذ ضده أقصى العقوبات وفق ما ينص عليه النظام مع التشهير في الصحف وإبعاده عن البلاد إذا كان وافدا، خصوصا أن مثل هذه الأمور ترتبط بالجوانب الإنسانية للمرضى وتشكل انعكاسات نفسية على المتضررين، كما أدعو المستشفيات أن تعيد النظر في خطط الحراسة الأمنية، فمن الصعب وضع فريق أمني آخر يراقب مهام فرق الحراسة الأمنية الرئيسية المناط بها مهام حراسة المستشفى، والله من وراء القصد. * مدير إدارة حماية البيئة الأسبق في الرئاسة العام للأرصاد وحماية البيئة