تمثل قضية فلل إسكان مكةالمكرمة أشهر قضية إسكان متعثرة، في مدينة تتفرد عن مدن المملكة بأنها أكبر مدينة على الإطلاق، تشهد مشاريع إزالة لصالح مشاريع حكومية، ما أفرز أزمة إسكان حقيقية ألقت بظلالها على القرى والمحافظات القريبة من مكةالمكرمة. ويحدث هذا دون أن تحرك كل تلك المتغيرات والمؤثرات من تعطل مشروع الإسكان الذي أضحى غابة موحشة من الأبنية الأسمنتية تجسد صور قاتمة السواد للبيروقراطية. فعدم توزيع فلل الإسكان ولأكثر من 13 عاما أفرز تداعيات أشعلت فتيل الصدام بين مواطنين وجهات حكومية، منها بروز قضية رفع الأدوار المخالفة في المناطق القريبة منه من قبل مواطنين لاحتواء أزمة الإسكان المقلقة. واعتبر أسامة فرغلي الخبير في شؤون العقار عدم الاستفادة من مشروع إسكان مكةالمكرمة هدر واضح لمشروع تنموي كان بالإمكان أن يسهم في تقويض أزمة الإسكان وتطوير منطقة عقارية مهمة؛ نظرا لبقائه معطلا لأكثر من عشرة أعوام مهجورة دون الاستفادة منها . وقدر إبراهيم بن ناصر (عقاري) خسائر الجهة الحكومية من تعطيل مشروع إسكان مكةالمكرمة، بأكثر من 300 مليون ريال، مشيرا إلى أنه حال دون تمكين أكثر من 1200 أسرة من السكن. واعتبر محمد الأحمدي (عقاري) أن هجر عقارات مشروع إسكان مكةالمكرمة لأكثر من 12 عاما، أنقص من عمره الافتراضي وتسبب بعرض العقارات لتلف وتصدع بعض أجزائها من حديد وأسمنت بفعل عوامل الطبيعة من رياح وشمس وأمطار وأتربة وخلافه. إلى ذلك طالب متابعون ومتخصصون، بإنقاذ العقارات المعطلة من خلال طرح فكرة إنشاء أبراج سكنية راقية داخل المشروع وسرعة طرح الفلل للمزاد ما يوفر سيولة مالية تزيد عن ملياري ريال، والتي ستوفر أكثر من 35 ألف وحدة سكنية على أقل تقدير. ورأى أن الفكرة الجديدة ستحقق، طبقا لمراقبين، ملمحا حضاريا جديدا لواجهة أم القرى، خصوصا أن الموقع يقع على طريق شريان، يعتبر من أهم الطرق في مكةالمكرمة وهو الطريق الدائري.