يحرص حجاج الولاياتالمتحدةالأمريكية على تحقيق أهداف من زيارتهم للمملكة بعد أداء فريضة الحج، تختلف جذريا عن حجاج الدول الأخرى، فلا يكتفون بزيارة الأماكن المقدسة والمناطق التاريخية والدينية فحسب، بل يحرصون على رصد عادات وتقاليد المجتمع السعودي، ويتعمقون في محاكاة حياتهم بتناول وجبة المندي، والنوم في الخيام. ويقول إمام جامع شيكاغو في ولاية إلينوي الشيخ عبدالرحمن عبدالعزيز إن في محاكاة الشعوب البعيدة عن أمريكا متعة تبقى خالدة في ذكريات رحلة الحج، مضيفا «وبالأخص عندما نشعر أننا خرجنا عن صخب المدينة ورفاهية فنادق الخمس نجوم، إلى حيث نرى الناس على طبيعتهم بعيدا عن الحياة المصطنعة». ويصف الشيخ عبدالعزيز حالته حين يذهب إلى البادية بالساعة التي لم يعشها طيلة حياته، مضيفا «فهي متباينة عن كل صنوف الحياة في أمريكا، بما في ذلك البدو ورعاة البقر أو الكوبوي». من جهته، يوضح رجل الأعمال الأمريكي محمد وقار الدين «نحن في أمريكا مستغرقون في تجارتنا ومزاولة أعمالنا اليومية، ولا نجد فرصة للخروج عن نمط الحياة المستهلك، لذلك نستثمر حضورنا لأداء الحج في التعايش مع العادات الخاصة بالمجتمع السعودي». وأضاف «ونحن نفعل كما يفعل الطلاب المبتعثون والسائحون من المملكة حين يتوجهون إلى أمريكا في السفر إلى ضواحي المدن والمقاطعات، ومشاهدة حياة بدو أمريكا أو قبائلها البدائية، مثل طائفة الآميش في مقاطعة لانكستر، حيث لا يعترف الآميشيون بالكهرباء ولا التكنولوجيا، ولا يرضون باستخدام الهواتف المحمولة ولا الأرضية، ولا يؤمنون بالتأمين ويحرمون التصوير والموسيقى، ويقرون بحجاب المرأة رغم أنهم غير مسلمين».