لحسن حظ عبد الرحمن وأخته أنهما يقطنان مقيدين قريبا من مستشفى الصحة النفسية في الطائف، ولسوء حظهما أن فريقا من مستشفى الصحة النفسية زارهما قبل فترة وانتهت زيارة الفريق بشريط من الحبوب لعلاج فاطمة من الصرع، وبذلك الشريط أدى مستشفى الصحة النفسية الواجب ونفض يده من مشكلة فاطمة وعبدالرحمن اللذين يرسفان في القيود منذ ما يقارب الخمسين عاما ويعيشان في غرفة على السطح ترعاهما أمهما وحين ماتت الأم أصبحا في رعاية أخيهما الأكبر الذي يرسف بدوره في أعباء العيش الضنك والمسؤولية عن خمسة أبناء ومنزل بالإيجار. ترك مستشفى الصحة النفسية شريط الحبوب الواحد والوحيد تذكارا لدى الأسرة المنكوبة وعليها أن تدبر أمرها وتشتري غيره حين ينفد من الصيدليات وكأنما كان هم الفريق الذي زارهما أن يتأكد من أن ذلك الشريط سوف يتم صرفه لمن يستحقه وأن دور الصحة النفسية يتوقف عند هذه الحدود فالمريضان المقيدان فاطمة وعبدالرحمن يعانيان من مرض نفسي وهو ما يبدو خارج اهتمام مستشفى الصحة النفسية. أما الشؤون الصحية فقد أراحت واستراحت حين تعذرت بالنظام مؤكدة أنه لا يسمح بعلاج غير السعوديين إلا بتوجيه ولو صدقوا أن النظام كذلك لكان أقل شعور بالإنسانية من شأنه أن يفرض عليهم اتخاذ الإجراءات التي تستهدف الحصول على تصريح يمكنهم من القيام بواجبهم الإنساني الذي يدعون أن النظام يحول بينهم وبين أدائه. غير أنهم وجدوا في النظام ما يريحهم أو بحثوا في النظام عما يريحهم تاركين فاطمة وعبدالرحمن مقيدين في غرفة على السطح. جمعية حقوق الإنسان زارت الأسرة المنكوبة بالشقيقين اللذين يرسفان في القيود وكتب ممثلها إلى رئيسها في الرياض ليكتب بدوره للأجهزة المعنية وبانتظار تحرك الأجهزة المعنية لا يضير فاطمة وعبد الرحمن أن ينتظرا سنوات قليلة ما داما قد انتظرا خمسين عاما وهما مقيدان. لحسن حظ فاطمة وعبدالرحمن أنهما يعيشان مرضهما النفسي أو العقلي، الذي احتاجت أسرتهما إلى تقييدهما بالسلاسل من أجله، في مجتمع متكافل، ولسوء حظهما أن تكافل ذلك المجتمع مجرد شعارات تتزين بها الخطب والمقالات. [email protected] !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165مسافة ثم الرسالة