نصف قرن تقريبا، وعبدالرحمن وأخته فاطمة المعوقان عقليا، يقضيان حياتهما بين أربعة جدران، يحدد تحركاتهما طول السلسلة المربوطة في أقدامهما منذ ولادتهما قبل 50 عاما وحتى الآن، دون أن يتلقوا أي علاج. عبد الرحمن وفاطمة يمنيان من مواليد الطائف، في حاجة ماسة للرعاية والعلاج، خصوصا بعد وفاة والدتهما منذ ثلاثة أعوام وهي الوحيدة التي كانت ترعاهما وتطعمهما وتشعر بمعاناتهما وآلامهما، وبعد وفاتها انتقلت مسؤولية الرعاية إلى شقيقهم الأكبر علي الذي خارت قواه وعجز عن أداء المهمة الشاقة، نظرا لضيق ذات اليد. وفي الوقت الذي أكد فيه ل«عكاظ» المتحدث باسم صحة الطائف سعيد الزهراني، عدم أحقية غير السعوديين في التنويم أو العلاج وفق النظام، إلا إذا صدرت توجيهات بذلك، أكدت ل«عكاظ» جمعية حقوق الإنسان، متابعتها واهتمامها بحالة عبدالرحمن وأخته فاطمة وقال ممثل الجمعية في الطائف عادل الثبيتي: «نتابع الحالة، وسنرفع تقارير كاملة ومفصلة إلى رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني، وسيتم مخاطبة كافة الجهات الحكومية والخيرية المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها». وهنا بين ل«عكاظ» علي، الشقيق الأكبر لعبد الرحمن وفاطمة، وقال: «أبلغ من العمر 60 عاما، وتركت عملي لرعايتهما بعد وفاة الوالدة، إلا أنني عجزت عن رعايتهما لضيق ذات اليد، خصوصا وأنني أعيل أسرة من خمسة أفراد واسكن في منزل إيجاره السنوي 12 ألف ريال، ولم أتمكن من توفير الكسوة التي تقي أجسادهما من البرد، خاصة أنهما يسكنان غرفة في السطح». وأضاف: «أضطر إلى تكبيلهما بالسلاسل حتى لا يعرضا نفسيهما للموت، وحاولنا كثيرا نزعها عن أقدامهما، ولكن هذا يشكل خطورة عليهما خاصة فاطمة التي تعاني من الصرع». وزاد: «أنا لا أريد إلا رعاية أخي وأختي، في مركز تأهيل أو مستشفى متخصص بالمعوقين، أو أي مكان آخر يضمن لهما حياة كريمة فيما تبقى من عمرهما، وخلص إلى القول: «علمنا قبل 10 أعوام تقريبا بصرف علاج لهما وتأمين سكن لهما، بتوجيه من إمارة منطقة مكةالمكرمة، ولم نر شيئا على أرض الواقع، وأيضا زارنا فريق من مستشفى الصحة النفسية قبل فترة، وصرفوا لأختي شريطا من الحبوب لعلاج الصرع ولمرة واحدة فقط، الأمر الذي اضطرني إلى شراءه من الصيدليات الخاصة رغم ظروفي المادية الصعبة.