كل مدينة في العالم تتميز بصفة وبمعلم وبهوية تميزها عن غيرها، حتى المدن الهجينة التي هي خليط من ثقافات وهويات وأعراق متعددة هي مدينة موصوفة ومحددة الهوية وسميت اصطلاحا بالمدينة الكوزومبوليتية، وجدة مدينة كغيرها من المدن ولكن للأسف فقدت جدة في السنوات الأخيرة هويتها وصارت متدثرة بصفات وهويات وملامح ومعالم جديدة. فعروس البحر التي اشتهرت لعقود بأنها صاحبة أجمل كورنيش أصبح البحث عن موقع يطل على بحرها الرملي كمن يبحث عن كنز سليمان. والمدينة التي اشتهرت بالنافورة والدراجة والطائرة وخزان الماء وبرج التلفزيون أصبحت تشتهر بالوايتات، ففي شوارع جدة دون غيرها من مدن العالم الوايتات أشكال وأنواع، وايتات للماء العذب وشبه العذب ووايتات للماء المالح غير الصالح للاستخدام الآدمي والحيواني ووايتات لمياه الصرف الصحي ووايتات لنقل النفط والغاز ووايتات لنقل أشياء أخرى. ووايتات ووايتات وكل الشوارع أصبح بها عدد الوايتات أكثر من عدد السيارات، حتى لكأنك تطل على مدينة فانتازية تتجول فيها الوايتات كالوحوش، فأي مدينة هذه وأي شوارع تلك ومع ذلك لا زالت جدة تحلم أن تكون مدينة تليق بالإنسان الذي اختار أن يعيش فيها ولو ترك قريته في ثول أو مزرعة أجداده في قندهار أو عزبة آبائه في صعيد مصر .. جدة صارت ملتقى الثقافات والوايتات. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة