أكد تقرير طبي صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» أن الأمراض العقلية والنفسية باتت المسبب الأكبر لإدخال الجنود الأمريكيين الذكور إلى المستشفيات، وثاني أكبر مسبب لإدخال المجندات إلى العيادات والمراكز الطبية بين حالات الولادة. وقال التقرير الذي أعده مكتب الرقابة الطبية إن هناك موجة واسعة ومتنامية من المشاكل العقلية والنفسية في صفوف عناصر الجيش الأمريكي. وذكر التقرير المكون من 31 صفحة، أن هذه المشاكل تتزايد وسط الشعب الأمريكي ككل، ولكنها تتصاعد بوتيرة أعلى في صفوف القوات المسلحة، وخاصة الفصائل القتالية التي شاركت في مهام عسكرية في العراق وأفغانستان. وجاء في ثنايا التقرير: «الأمر الأبرز على هذا الصعيد هو أن الأزمات النفسية الناتجة عن حالات ما بعد الصدمة تزايدت ست مرات في الفترة ما بين 2003 و2008». كما ورد أيضاً: «لقد تعرض الجيش لأسوأ أنواع أزمات ما بعد الصدمة، وذلك بعد ظهور الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل للعلاج، وبينها التوتر، الاكتئاب الطويل الأمد، الثنائية القطبية، وإدمان الكحول والمخدرات». وأظهرت الأرقام التي قدمها مكتب الرقابة الطبية أن حجم القوى العاملة التي فقدها الجيش جراء المشاكل النفسية يفوق بنسبة الضعف ما فقدته القوات البحرية، وبنسبة ثلاثة أضعاف خسائر القوات الجوية، وأعادت الدراسة الأرقام إلى فترات الخدمة الطويلة التي قضاها جنود الجيش في أفغانستان والعراق. وكان نائب رئيس هيئة الأركان للجيش الأمريكي الجنرال بيتر شياريلي لفت العام الماضي إلى أن الإجهاد والضغوط التي تتعرض لها القوات جراء عمليات الانتشار المتعددة والمتكررة مسؤولة، جزئياً، عن ارتفاع معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأمريكي. وقال خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ «أعتقد أنها الآثار التراكمية لعمليات الانتشار التي تمتد من 12 إلى 15 شهراً». واستشهد شياريلي بعمليات الانتشار المتكررة، والابتعاد لفترات طويلة عن الأسرة، إلى جانب تابو «وصمة العار» التي تحول دون طلب المساعدة النفسية، كعوامل مساهمة في إقدام الجنود على الانتحار.