أكد تقرير طبي صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الأمراض العقلية والنفسية باتت المسبب الأكبر لإدخال الجنود الأمريكيين الذكور إلى المستشفيات، وثاني أكبر مسبب لإدخال الجنديات إلى العيادات والمراكز الطبية بين حالات الولادة. ووذكرت شبكة ( سي ان ان ) مساء الجمعة 2010 ان التقرير الذي أعده مكتب الرقابة الطبية اوضح إن هناك: "موجة واسعة ومتنامية" من المشاكل العقلية والنفسية في صفوف عناصر الجيش الأمريكي. وذكر التقرير المكون من 31 صفحة، أن هذه المشاكل تتزايد وسط الشعب الأمريكي ككل، ولكنها تتزايد بوتيرة أعلى في صفوف القوات المسلحة، وخاصة الفصائل القتالية التي شاركت في مهام عسكرية بالعراق وأفغانستان. وجاء في التقرير: "الأمر الأبرز على هذا الصعيد هو أن الأزمات النفسية الناتجة عن حالات ما بعد الصدمة تزايدت ست مرات في الفترة ما بين 2003 و2008." كما جاء أيضاً: "لقد تعرض الجيش لأسوأ أنواع أزمات ما بعد الصدمة، وذلك بعد ظهور الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل للعلاج، وبينها التوتر والاكتئاب الطويل الأمد والثنائية القطبية وإدمان الكحول والمخدرات." وأظهرت الأرقام التي قدمتها مكتب الرقابة الطبية أن حجم القوى العاملة التي فقدها الجيش جراء المشاكل النفسية يفوق بنسبة الضعف ما فقدته القوات البحرية، وبنسبة ثلاثة أضعاف خسائر القوات الجوية، وأعادت الدراسة الأرقام إلى فترات الخدمة الطويلة التي قضاها جنود الجيش في أفغانستان والعراق. وكان الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان للجيش الأمريكي، قد لفت العام الماضي إلى أن "الإجهاد والضغوط" التي تتعرض لها القوات جراء عمليات الانتشار المتعددة والمتكررة مسؤولة، جزئياً، عن ارتفاع معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأمريكي. واستشهد شياريلي بعمليات الانتشار المتكررة، والابتعاد لفترات طويلة عن الأسرة، إلى جانب تابو "وصمة العار" التي تحول دون طلب المساعدة النفسية، كعوامل مساهمة في إقدام الجنود على الانتحار.