ها نحن نعيش بدايات العام الهجري الجديد، ونودع عاما مضى بكل ما فيه من أحداث سعيدة، وذكريات حزينة، عام حافل بالنجاح للبعض، وبالفشل لآخرين. ومع نهاية العام تكون الفرصة سانحة للأفراد والمؤسسات لمراجعة وتقييم ما تم إنجازه وما تحقق من أهداف، والتخطيط لتعزيز الإيجابيات، والاستفادة من الأخطاء لبناء خطط جديدة. وهو فرصة مواتية لمراجعة الإنجازات على المستوى الشخصي والمستوى العملي؛ فإن كان نجاحا فسيكون دافعا للمزيد، ولو كان فشلا فهو دافع لتحقيق النجاح؛ لأن الفشل أولى محطات النجاح، وهو وقود التفوق والإبداع. والعام الجديد حافز مهم لمراجعة النفس ومحاسبتها، قال عمر رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. وهو فرصة للتسامح مع من نحب، والصفح عما بدر منهم، والتواصل معهم، والاعتذار لهم عما بدر منا تجاههم. وأن يتساءل كل منا: ما الذي قدمناه لآخرتنا؟ وبالمقابل: ماذا أنجزنا لأنفسنا ومجتمعنا؟ وعلى وجه الخصوص: ما الذي حققناه من أهداف على المستوى الشخصي؟ وهل ما تحقق من إنجازات على مختلف الأصعدة يتوافق مع سقف طموحاتنا وأهدافنا؟ وفي الإجابة على هذه التساؤلات يمكن أن يساعدنا لرسم خارطة طريق لبداية قوية وواعدة لعام حافل بالأمل والعمل الجاد، والاستفادة من العثرات التي مررنا بها، وتعزيز النجاحات التي حققناها. إن تعاقب الأيام مؤشر يؤكد أهمية الاستفادة من أوقاتنا واستثمارها بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع، ويسهم في تحقيق ما نصبو إليه. وهو دعوة بألا ننظر بأسى وندم إلى الخلف، بل نتطلع بتفاؤل لتحقيق ما عجزنا أن نحققه في العام الماضي، ببذل جهود أكبر خلال العام الحالي للوصول إلى طموحاتنا، بالاعتماد على الله أولا، ثمّ على أنفسنا، وبمشاركة ودعم المخلصين ممن حولنا. والاستفادة من الظروف الإيجابية التي تحيط بنا، وخاصة ما يتعلق بحسن استثمار الوقت والصحة بما يفيد، وهما نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، وعاملان أساسيان من عوامل النجاح والفشل، يمكن توظيفهما سلبا أو إيجابا. وعندما نحلم بتحقيق الأفضل، وننجز الأسمى فإن التخطيط لذلك ضمان أكيد للوصول لما نبتغيه،إذ لا تكفي الأحلام المجردة، بل التخطيط والعمل الجاد لتحقيقها. ومن المفترض أن تكون بدايات العام الجديد دافعا للتفاؤل والأمل بتحقيق الأمنيات، وإنجاز الطموحات بكل عزيمة وإصرار، بالاعتماد على الله تعالى، ودون الالتفات لما مضى من عثرات، وأن نضع نصب أعيننا الحكمة التي تقول: لا تنظر خلفك فذاك ماض يؤلمك، ولا إلى اليوم فإنه حاضر يزعجك، ولا إلى الأمام فهو مستقبل قد يؤرقك، بل انظر إلى الأعلى فإن لك ربا يعينك. * جامعة الملك سعود - كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 372 مسافة ثم الرسالة