تسببت استقالة أكثر من 50 موظفًا من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض في إرباك العمل داخل المدينة بعد أن أعلنت وزارة الخدمة المدنية عن تعيين هؤلاء في وظائف رسمية قبل أن يتركوا نظام التشغيل الذاتي الذي تطبقه المدينة الطبية وبعض المستشفيات الأخرى. وأدت هذه الاستقالات الجماعية إلى التخبط في العمل داخل العيادات ولم يستطع الأطباء وقف غضب المرضى والمراجعين بسبب تأخر ملفاتهم في الوصول إلى العيادات من السجلات الطبية ما أدى إلى تأجيل مواعيد المرضى إلى فترات بعيدة قد تمتد إلى عدة أشهر. “المدينة” تواجدت في العيادات الخارجية واستمعت إلى تذمر العديد من مراجعي المدينة الطبية من تأخر ملفاتهم. ووصف المريض عواد السبيعي معاناته ب “المؤلمة” حيث أنه قدم من محافظة رنية لمراجعة عيادة المخ والأعصاب. وقال: إنه أخذ موعدًا قبل عدة أشهر وقدم من الطائف جوًا إلى الرياض لمراجعة المدينة وبعد حضوره وتسجيل وقت دخوله وتواجده قبل الموعد بساعة وقبل موعده بدقائق أبلغته الموظفة في الاستقبال أن ملفه لم يصل بعد إلى العيادة وربما عليه أن يتأخر لبضعة أيام أخرى مما جعله يستشيط غضبًا واللجوء إلى مدير المدينة الطبية ولكنه على حد قوله وجد كل الأبواب موصودة أمامه ولم يستطع الوصول إلى المدير. و شهدت العيادات منذ صباح الأمس إلى ساعات متأخرة حالات شبه متوقفة عن العمل، وعجزت الإدارة عن حل المشكلة بشكل فوري ما حدا بها إلى اللجوء إلى بعض العمالة الداخلية غير المدربة لإنقاذ الموقف. ووصف مسؤول بالمدينة الطبية (طلب عدم ذكر اسمه) أن استقالة الموظفين السبب الرئيسي لكل حالات الإرباك التي وقعت وهي بمثابة حالة انتحار لجهود المدينة الطبية، فيما استنجدت الإدارة بوزارة الصحة لسد العجز الحاصل في الإدارة وأن أكثر من 33 موظفًا استقالوا في الفترة الماضية من خدمات المرضى بالإضافة إلى عدد كبير من الأقسام الأخرى. وأشار المصدر إلى أن إدارة المدينة الطبية لم تعد تثق بتوطين الوظائف وأن هناك اتجاه عاجل لاستقدام أياد أجنبية مدربة على العمل الإداري. فيما باءت كل المحاولات للاتصال بمدير المجمع أو بالإدارة الطبية بالفشل التام. ووصف مصدر مسؤول الحالة التي تعيشها إدرة المجمع الطبي الذي يعد ثاني أكبر مدينة طبية بعد مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمملكة من حيث المساحة والتشغيل ب “الخانقة” وأن هروب الكوادر الإدارية إلى وظائف حكومية لأنها أكثر أمانًا وكذلك عدم الثقة في التشغيل الذاتي كجهة يمكن الاعتماد عليها في المستقبل وأن الكثير من الموظفين في الفترة القليلة الماضية استقالوا لأن أسمائهم في وزارة الخدمة المدنية نزلت على وظائف رسمية في وزارة الصحة وتم تعيينهم عليها بدلاً من نظام التشغيل الذاتي الذي يعد عملا فوق “كف عفريت”.