تفاعل عدد من المثقفين والمسؤولين مع «التقرير العربي السنوي للتنمية الثقافية» الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل أمس في بيروت، أوضح ل «عكاظ» أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم «أن الأرقام والمؤشرات التي يقدمها تقرير التنمية العربية يجب أن تؤخذ بالاعتبار»، داعيا المهتمين بتقرير التنمية إلى «قراءة ما تضمنه التقرير من أرقام ومؤشرات حول واقع المعرفة والثقافة في الدول العربية»، معللا ذلك «هذه الأرقام والمؤشرات مفيدة في استخلاص الدلالات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار». وأضاف «التقرير يقدم للثقافة العربية تشخيصا ورصدا لأهم المقومات المعرفة والثقافة متمثلة بالبحث العلمي والتعليم وحركة التأليف والنشر والمعلوماتية والإبداع». «عكاظ» استطلعت آراء أهل الفكر والثقافة حول التقرير، عقب إطلاقه أمس في فندق فنيسيا في بيروت، ورأى الباحث الدكتور عبد الرحمن آل سعد الغامدي «أن الثقافة العربية تمر بمرحلة حراك كبير وواضح جدا، وأصبح هناك هامش كبير لاستيعاب الآخر أيا كان توجهه، وهذا الاستيعاب يعني القبول بالآخر، وبالتالي القدرة على التفاعل والتعامل والتعايش معه وهذا من أهم إنجازات مؤسسة الفكر العربي، حيث كان لها أثر كبير في إرساء هذا التوجه وبدعم من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل». ولفت أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله المعقيل إلى «أن التقرير الثالث للتنمية الثقافية كشف عيوبا كثيرة، ومن أهمها أن العرب لا يقرأون، وأن الثقافة العربية وظفت إلى حد ما من خلال الأدباء والشخصيات ولم يتم توظيفها بالشكل الذي تخدم فيه العرب والمشهد الثقافي، والتقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية دق ناقوس الخطر محذرا من الكارثة الثقافية الكبرى وهو يشكل حافزا مهماً من أجل الإصلاح». من جهته قال ل«عكاظ» أستاذ جامعة نواكشوط الدكتور عبد الله ولد أباه: «إن التقرير الثالث للتنمية الثقافية يظهر وضعا عربيا سيئا للغاية من ناحية الإبداع والإصدارات والعمل الفكري الجدي، ولكنه يشكل لبنة أساس لإصلاح هذا الواقع عبر الجهود الجبارة التي يبذلها مؤسسة الفكر لتنمية الثقافة العربية». وأشارت العضوة المشاركة في مؤسسة الفكر العربي الدكتورة نوال الحوار «إلى أن هناك نسبا لا تبشر يحملها التقرير فيما يتعلق بالتعليم وماذا يقرأ في مجتمعاتنا». وأضافت «مؤسسة الفكر العربي تقوم بجهد كبير تشكر عليه وهي رائدة في مجال إصدار هذا التقرير الذي يشكل بداية أساسية لأي إصلاح مرتجى». وقال الشاعر عبد العزيز سعود البابطين «أخشى أن أقول كلاما لا يرضي الكثيرين، فوضعنا الثقافي مترد جدا، وليس لدينا من يقرأ من الشباب إلا قلة ولا من يهتم بالتكنولوجيا إلا القلة أيضا، وهذه القلة يجب أن نهتم بها من خلال مؤسسة الفكر حتى نستطيع أن نضع أنفسنا على الطريق الصحيح للحاق بالركب العالمي». عضو مجلس الشورى محمد آل زلفة قال: «واقع الثقافة العربية لا يسر ولكي نحقق تنمية حقيقية يجب أن نستثمر في العقول البشرية ومن خلال ثقافة واعية تحقق الأمل في الثقافة ويذهب اليأس والقنوط الذي يجملهم البعض مع كل أسف، ونتمنى من خلال هذه اللقاءات والتقارير أن نمنح الأمل من خلال ما يطرح من أفكار، وهذا الأمل يكون في صناعة الإنسان، وهذه الصناعة لا تتم إلا من خلال مناخ جيد لكي ينمي الإنسان قدراته ومهاراته كي يخدم وطنه».