أطلقت مؤسّسة الفكر العربي «التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية»، في احتفال أقيم في فندق فينيسيا في بيروت، بحضور الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس المؤسسة ووزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري، ووزير الثقافة اللبناني طارق متري، ورئيسة اللجنة النيابية بهية الحريري، وحشد من السفراء والديبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين ورؤساء تحرير صحف عربية. استهل اللقاء الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم بكلمة أوضح فيها أن التقرير العربي الثالث يرتكز على منهجية عمل علمية تستند إلى منطق ترتيب الأولويات من منطلق المعرفة «والسؤال عن حالنا وأين نحن اليوم من حركة التقدم العالمي». وأشار إلى أن صدور التقرير يتزامن مع أول قمة ثقافية عربية دعا إليها الأمير خالد الفيصل ستعقد تحت مظلة جامعة الدول العربية وبالتعاون مع منظمة الألكسو. ونوّهت بهية الحريري بالجهد المبذول في تقرير مؤسّسة الفكر العربي الذي أصبح مساحة للقاء في أكثر من بلد عربي. وأكدت سعي المؤسّسة ورئيسها منذ تأسيسها إلى تجميع الطاقات الناجحة والإفادة من القدرات العربية من أجل مستقبل ثقافي عربي مشرق. ثم ألقى الوزير القطري حمد الكواري كلمة اعتبر فيها أن بيروت التي أعطت الكثير للثقافة العربية وستعطي المزيد، هي المكان الأفضل للحديث عن هذا التقرير الثقافي الذي يعني التزام المؤسّسة جدياً بهذا المشروع المعرفي المستمر منذ ثلاث سنوات. وأكد أن مؤسّسة الفكر العربي أدركت ما كان يحتاجه واقعنا العربي وأصبح تقريرها السنوي يشكّل قاعدة معرفية في العالم العربي، فليس من جامع أكثر من الثقافة، ودعاً إلى صوغ مشروع ثقافي عربي، والدوحة كانت قد بادرت من خلال ندوات عقدتها حول الثقافة إلى بلورة هذا المشروع. وقدّم الوزير طارق متري مداخلة أكد فيها أن التقرير العربي السنوي للتنمية الثقافية أصبح أداة معرفية عالية القيمة، معتبراً أنه مشروع ينبغي إيلاؤه الاهتمام اللازم، مشيراً إلى أن التقرير قام على ثلاثة مداميك أساسية هي البحث العلمي في العالم العربي والمعلوماتية والحركة الثقافية. ولفت إلى أن المشكلة تكمن في كثرة المعلومات وقلة المعرفة وهذا سؤال مضمر يطرحه التقرير. ودعا إلى إيلاء بعض القضايا الثقافية الأخرى أهمية في التقارير المقبلة مثل الثقافة الشعبية والمقتنيات والتجهيزات الثقافية المتوافرة في عالمنا العربي من مكتبات ومتاحف وغيرها. واختتم الأمير خالد الفيصل بكلمة اعتبر فيها أن المنتج الثقافي والفكري والأدبي في العالم العربي لا يستفاد منه كما ينبغي، داعياً إلى ايجاد توازٍ بين الإنتاج والاهتمام بما يقدّم سواء أكان عربياً أم مترجماً. وتمنى أن يحظى التقرير الثالث الذي تقدّمه مؤسّسة الفكر العربي اليوم بعد تقريرين سابقين بالدراسة والتحليل والنقد، وأن يساعدنا كل من يقرأه على تطويره. وأكد الأمير خالد الفيصل أن افتتاح مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات اول من أمس في مبنى مؤسّسة الفكر العربي يشكّل نقلة نوعية في أعمال المؤسّسة لكي تصبح مركزاً ثقافياً وناشراً أيضاً. ثم كرّم الأمير خالد الفيصل رؤساء تحرير صحف ومجلات عربية تشارك في رعاية التقرير العربي الثالث وسلّمهم دروع مؤسّسة الفكر العربي التقديرية وتسلم درع «الحياة» الزميل زهير قصيباتي، مدير مكتب بيروت، ممثلاً رئيس التحرير الزميل غسان شربل.