أكد رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن كل مسؤول عربي لو أعطى من وقته ثلاث ساعات للقراءة لتغير الوضع جذريا، واستشهد رئيس مؤسسة الفكر العربي في كلمته لدى إطلاقة النسخة الثالثة من «التقرير العربي السنوي للتنمية الثقافية» أمس في بيروت بملاحظات وزير الثقافة اللبناني الدكتور طارق متري حول التقرير قائلا: «أسمحوا لي أن أشيد في هذا اليوم المبارك بالتحليل الجميل لوزير الإعلام اللبناني الدكتور طارق متري حول التقرير، ولو أن كل مسؤول عربي أعطى من وقته ثلاث ساعات كالساعات الثلاث التي أعطاها الدكتور متري لقراءة هذا التقرير لتغير الوضع جذريا». وأضاف «أود أن أشكر الجميع على هذا الاهتمام بمؤسستكم مؤسسة الفكر العربي وأعمالها فلولا اهتمامكم وتشجيعكم لما وصلت المؤسسة إلى ما وصلت إليه». وأوضح الأمير خالد الذي يطلق اليوم والرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان مؤتمر المؤسسة التاسع «فكر 9» في بيروت «أن هناك كما هائلا من المنتج الثقافي والفكري والأدبي في العالم العربي ولكن هل من يقرأ؟ هل من يحلل؟ هل يستفاد منه؟»، وأضاف «ما نرجوه أن يوازي هذا الاهتمام كمية الإنتاج وكمية القراءة سواء أكان منتجا محليا أو عربيا أو مترجما من لغات أخرى للعربية». وبين الأمير خالد «أن التقرير الأول حاز على بعض الاهتمام ولكن باستيحاء في الإعلام العربي، فيما التقرير الثاني كان أوفر حظا ووجد اهتماما أكبر، بل إنه ذكر في محاضر مجالس الوزراء في الدول العربية، وهذا كان من أهم دوافع التشجيع لهذه المؤسسة والقائمين عليها للاستمرار بهذا المنوال». وزاد رئيس مؤسسة الفكر العربي قائلا: «اليوم نقدم التقرير الثالث ونرجو أن يحظى بالاهتمام والدراسة والتحليل والنقد، نريد ممن يقرأون هذا التقرير أن يساعدونا على التطوير للأفضل في الأعوام المقبلة». وتابع الأمير خالد «بالأمس دشنت المؤسسة مركز الدراسات والبحوث وهو نقلة نوعية في أعمال مؤسسة الفكر العربي لكي تصبح منتجا ثقافيا وليس ناشرا للثقافة». واستطرد، «شكرا لكل إخواني وأخواتي في مؤسسة الفكر العربي الذين كلفوني بإدارة هذه المؤسسة ولولاهم لما قامت، صحيح أنني في الواجهة وأتحدث باسمهم، ولكن العمل يجب أن ينسب إلى جميع منسوبي مؤسسة الفكر الذين يعملون جميعا وبعيدا عن الأضواء والوهج الإعلامي، ولكنهم مصرون على نجاح مؤسسة الفكر العربي». رئيس لجنة التربية البرلمانية النائب بهية الحريري، أكدت في كلمتها أن هذا التقرير مساحة للإضاءة على الإبداعات وفي نفس الوقت لوضع المؤشرات بالتقدم والتطور، واختمت: «أنا فخورة بكل الإنجازات التي حصلت، وآمل أن ننظر جميعا إلى نصف الكوب الممتلئ ونحاول البناء عليه». من جهة أخرى، قال وزير الثقافية القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري «المناسبة هي إطلاق التقرير الثالث، وبوجود تقرير ثالث يعني هناك التزام من مؤسسة الفكر العربي بالاستمرار في العطاء، نحن نحيي مؤسسة الفكر ونثني على ما تقوم به من جهود مستمرة ونضع يدنا في يدها للعمل سويا لرفعة مكانة الثقافة العربية، وقد أدركت المؤسسة ما كان الواقع العربي يحتاج لإدراكه، فأهمية هذا التقرير أنه يعطينا الفرصة لتشخيص علل الواقع وبالتالي معالجتها». وزير الإعلام اللبناني طارق متري، أكد أن التقرير الثالث هو أداة معرفية عالية الأهمية، وقال: «لا بد لنا جميعا من الاستفادة منها، وأرجو أن يكون هذا التقرير مادة لنقاش عام ليس فقط بين المتخصصين بل بينهم وبين صناع القرار، وهي الفئة الأوسع من الناس الذين يسهمون في خلق الظروف المؤاتية لإنجاز القرار من قبل الحكومات الرسمية». وخلص متري للقول: «استوقفني عدد من الموضوعات والتي لم تدرس على نحو كاف من قبل وهذا يسجل للتقرير وبخاصة ما يتعلق بواقع اللغة العربية والبحث العلمي، وقد لفت انتباهي بوجه خاص النظر إلى تجربة ناجحة وهي تجربة الهند». يذكر أن التقرير جاء في مجلد كبير من 674 صفحة، إضافة إلى الفهارس العامة ضمن فصول أولها البحث العلمي، ثم المعلوماتية، ثم حركة التأليف والنشر، ثم المشهد الإبداعي العربي، وختاما الحصاد الفكري والثقافي في الوطن العربي.