الدورات التدريبية التي يقيمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في التعليم العام أو العالي، هي الخطوة الصحيحة على طريق الحوار الصعب، والذي بدأت بعض ممارساته تظهر بشكل طفيف من خلال فتح نافذة ولو صغيرة تسمح بدخول قليل من الضوء مصحوب بنسمات هواء باردة ! فنحن في مجتمع خاص جدا !! دائما ما نجزم بالقطع في أغلب حواراتنا العائلية أو العملية أو حتى في أمورنا الشخصية، فهناك لونان لا نلون بغيرهما أبدا، إما أبيض أو أسود، وبدخول الحوار إلى معترك الألوان الوطنية بدأ يظهر طيف الألوان المختلف وإن كانت ألوانا مزعجة للبعض غير محببة !! لكنها بدأت تدخل كألوان أساسية لتشكيل اللوحة الوطنية التي نحتاج إلى تأطيرها بشكل عقلاني، وهذا ما يحاوله مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. في إحدى ورش التدريب على الحوار مع طالباتنا دهشنا وسعدنا بمستوى التفاعل والتقبل للاختلاف فيما بينهن، حتى بدت لغة الحوار وهي في أولى خطواتها تجربة مدهشة وممتعة في أعينهن، والقصة تبدأ من الإجماع فيما بينهن أن «لا حوار» هو السائد في مجتمعنا وباتفاق الجميع، وعندما بدأت الورشة بالعمل وبدأت الأسئلة وعرض القصص وتمثيل الحوار عمليا، اكتشف الجميع أن الحوار موجود وبقوة وأن ما نحتاجه هو الشجاعة مع قليل من الدعم وكثير من الصراحة، ليظهر الرهان على هذه العقول الغضة الصغيرة هو الفعل الحقيقي للمركز الذي أحسن بهذه الخطوة المميزة وهي دخوله إلى معاقل صناعة الفكر والتوجهات «التعليم» لأن أي حوار بعيد عنها لن يحقق إلا رتوش بسيطة للوحة الوطن والتي تعرضت لكثير من التجاعيد كادت أن تقضي على ملامحها الأصيلة! المشكلة التي تعيق تحرك الحوار وتعدد الآراء جزء أساسي منها عدم ممارسة الحوار أصلا فيما مضى، والارتهان الدائم إلى التفكير والقراءة بالوكالة ومن ثم لا قيمة للنقاش وتعدد الآراء دام أن هناك من يأخذ بأيدينا إلى الضفة الآمنة دائما، وما يقوم به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هو التخفيف من حدة هذه الأبوية واعتماد استخدام العقل والتجريب في اتخاذ القرار وهو ما يزعج البعض الذين لا يسلمون كثيرا بالحوار ونتائجه التعددية، ولذلك كان الرهان على تلك العقول الشابة المتحفزة هو التجربة الحقيقية للحوار الوطني !! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة