كشفت وزارة الاقتصاد والتخطيط عن بدء إعدادها لاستراتيجية وطنية للشباب في السعودية، سترفع للمقام السامي، بعد انتهائها خلال عام من انطلاقها اليوم (الثلثاء)، موضحة أن أولى الخطوات ستبدأ بتنظيم نحو 18 ورشة عمل في 9 مدن سيشارك في كل ورشة نحو 30 مشاركاً ومشاركة، ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيما ستنفّذ الوزارة نحو 40 ورشة عمل بالتعاون مع عدد من الجهات الأخرى، إذ ستناقش 7 قضايا كبرى معهم، منها العمل والبطالة والتعليم والتدريب والصحة والرياضة والترويح والثقافة والإعلام وتقنية المعلومات والاتصالات والمواطنة الصالحة، وغيرها من القضايا التي يقترحها الشباب. وأوضح المستشار الاقتصادي في وزارة الاقتصاد والتخطيط المشرف على الاستراتيجية الوطنية للشباب الدكتور أحمد حبيب صلاح، أن ورش العمل من أهم منهجيات التشاور التي تتبعها الاستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة للتشاور مع الشباب، واستكشاف مواقفهم، ومعرفة آرائهم حول محاور الاستراتيجية، وتطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية التي تجب ترجمتها في الاستراتيجية، مؤكداً إقامة عدد من ورش العمل التي سيشارك فيها الشباب من الجنسين في جميع مناطق المملكة. وأكد أحمد صلاح في مؤتمر صحافي عقد بمقر مركز الحوار الوطني في الرياض أمس، أهمية مشروع وضع استراتيجية وطنية للشباب، قائلاً: «إن الشباب يمثلون نحو 40 في المئة من التعداد العام للسكان في المملكة، وهم يمثلون المورد الأهم من موارد أي دولة في العالم». وأكد أن الدولة تنفق نحو 50 في المئة من موازنتها العامة على تطوير القوى البشرية، وذلك باعتبارهم أساس القوى العاملة في المستقبل، وهم من سيتولى الإسهام في صناعة الإنماء والتطوّر. من جهته، أكد المستشار في وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور صالح النصار، في اللقاء الإعلامي، أن المملكة تعتبر من أوائل الدول في المنطقة التي بدأت التفكير في وضع استراتيجية وطنية للشباب، لافتاً إلى أن ورش العمل الخاصة بالاستراتيجية سترصد أبرز رؤى وتطلعات الشباب في المملكة، «وهم الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاماً»، مشيراً إلى أن الاستراتيجية ستكون لها أنشطة أخرى إضافة إلى ورش العمل، ومنها دراسة مسحية لمعظم شرائح وفئات الشبان والشابات، للخروج بأهداف وآليات محددة للاستراتيجية. وفي الإطار ذاته، أوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان، أن المركز سينفّذ ورش العمل في عدد من مناطق المملكة، لصالح وزارة الاقتصاد والتخطيط، مبيناً أن إطلاق ورش العمل الخاصة بالاستراتيجية الوطنية للشباب تعبّر عن مدى التعاون والتكامل بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، والتي يأمل من خلالها المركز بتعزيز ثقافة الحوار لدى الشباب وتعزيز المشاركة الشعبية في وضع الاستراتيجية. وأشار السلطان إلى أن المركز استطاع خلال الفترة الماضية تنفيذ مشروع حلقات النقاش للرؤية المستقبلية لتطوير التعليم العام في السعودية، لصالح مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام (تطوير)، نفّذت من خلاله 100 ورشة عمل في 13 محافظة من محافظات المملكة، محققاً نجاحاً جيداً من حيث عدد ونوعية المشاركين، إذ بلغ عدد المشاركين في تلك الحلقات نحو 2500 مشارك، يمثلون نحو 18 شريحة من شرائح المجتمع. من جهته، أكد المدير العام لإدارة التدريب في المركز عبدالله الصقهان، أن المركز نسّق مع جميع الجهات ذات العلاقة في المدن التي ستقام فيها الورش، مبيناً أن الشرائح المستهدفة في ورش العمل ستكون ممثلة لجميع فئات الشبان والشابات، «التمثيل في هذه الورش سيكون متكافئاً بين الذكور والإناث المشاركين في تلك الورش»، مشيراً إلى أن المركز سيجمع النتائج التي توصّل إليها من خلال ورش العمل، ووضعها دليلاً وأبرز النتائج من آراء المشاركين ورفعها لوزارة الاقتصاد والتخطيط.