تلتئم غدا في العاصمة الإماراتيةأبوظبي أعمال الدورة الحادية والثلاثين لقمة دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، المستجدات على الساحة العراقية، إعطاء دفعة للعمل الخليجي المشترك، مواجهة التحديات الأمنية والسياسية وتداول مستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية، فضلا عن استنباط استراتيجية خليجية للتعامل مع الأزمات التي قد تنشأ في المنطقة. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية في حديث ل «عكاظ» أن قمة أبوظبي تكتسب أهميتها كونها تعقد في ظروف بالغة الحساسية، وتتطلب بحثا تفصيليا لجهة تعزيز العمل الخليجي المشترك، مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، ومناقشة القضايا العربية والإقليمية والدولية، معربا عن أمله أن تشكل القمة الانطلاقة نحو تعزيز العمل المشترك على الصعد كافة. واسترسل العطية بالقول إن قادة دول المجلس دعموا مسيرة المجلس منذ إنشائه حتى أضحى علامة بارزة وكيانا راسخا ومتجذرا، وأصبحت إنجازاته مؤشرا بالغ الدلالة على صلابة الإرادة وقوة العزيمة والتصميم، وصولا إلى التكامل المنشود في جميع المجالات. وزاد إن القادة سيناقشون أيضا خلال القمة التي ستعقد ليومين قضايا سياسية،اقتصادية،أمنية، عسكرية، وثقافية، مشيرا إلى أن الملف الاقتصادي سيكون حاضرا وبقوة في القمة، مستدعيا أهم الإنجازات التي تحققت أخيرا، وعلى رأسها انبثاق الاتحاد الجمركي. وزراء الخارجية يحضرون للقمة إلى ذلك، يناقش وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في أبو ظبي جدول أعمال القمة، مراجعة مشاريع القرارات والتوصيات، وإعلان أبوظبي تمهيدا لرفعها للقادة غدا لاعتمادها. وسيرأس وفد المملكة في الاجتماعات التحضيرية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وعلمت «عكاظ» من مصادر دبلوماسية خليجية أن قادة دول مجلس التعاون سيطلعون على تقرير المتابعة عن سير تنفيذ قرارات المجلس الأعلى ذات الصلة، وتقارير وتوصيات ومشاريع قرارات مرفوعة من اللجان الوزارية للدورة التحضيرية للمجلس الوزاري، والمتعلقة بمسيرة العمل المشترك، فضلا عن صياغة مواقف مشتركة تجاه القضايا السياسية المختلفة والتعامل مع العالم كتجمع انطلاقاً من الأسس والثوابت التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدول المجلس. دعم موقف الإمارات حول الجزر وأفادت المصادر أن قمة أبوظبي ستمحص قضية الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة، وستعلن دعمها حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، كما أنها ستدعو طهران الاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة، والمجتمع الدولي لحل القضية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. حل أزمة النووي الإيراني عبر الحوار وحول الملف النووي الإيراني، أفادت المصادر أن قمة أبوظبي ستؤكد على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، حل النزاعات بالطرق السلمية، الحث على استمرار المشاورات بين الدول الغربيةوإيران بهدف التوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني، والإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية. وستطالب قمة أبوظبيإيران بالحوار الهادف إلى بناء الثقة بين الجانبين يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة. دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، أشارت المصادر إلى أن القمة ستجدد استمرار دعمها للشعب الفلسطيني في مواجهته للممارسات الإسرائيلية التعسفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ستطالب الأسرة الدولية ومجلس الأمن، وخاصة واشنطن لتحمل مسؤولياتها الكاملة. وقف الاستيطان ودعم إنشاء الدولة الفلسطينية وتابعت المصادر أن قمة أبوظبي ستعمل على دعم موقف السلطة حيال ضرورة وقف الاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة، وستناشد المجتمع الدولي أيضا بضرورة إيقاف جميع النشاطات الاستيطانية، وعدم السماح لإسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف، المحافظة على المقدسات الإسلامية، رفع الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة، دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للبقاء وعاصمتها القدسالشرقية، والانسحاب الإسرائيلي من الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو (حزيران) من عام 1967م، ومن مزارع شبعا في جنوب لبنان. وعن ملف المصالحة الفلسطينية، ألمحت المصادر إلى أن دول المجلس تدعم المصالحة الفلسطينية، مطالبة بتعزيز الجهود العربية خاصة من مصر التي تبذل الكثير لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وستجدد القمة التأكيد على ضرورة الحرص على وحدة الصف الفلسطيني والوفاق العربي، مشيرة إلى أن من شأن استمرار الانشقاق والانقسام الفلسطيني الإضرار بمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته ويضعف من موقفه المفاوض.