صحيح أن من قال: (جدة، غير!) لم يجاوز الحق. سعدت الأسبوع الماضي بزيارة جدة بدعوة من مركز السيدة خديجة بنت خويلد للمشاركة في المنتدى الثقافي، فأتيح لي الاحتكاك بسيداتها عن قرب. وجدت سيدات يفخر بهن الوطن، سيدات جادات يعملن بصمت، ترى آثار عملهن ولا تسمع ضجيجا. حين قالت لي السيدة مها فتيحي، قبل خمس سنوات تقريبا في بداية إنشاء المركز، إنها تشعر برضا وتفاؤل لإقامة مركز السيدة خديجة بنت خويلد، لم يخطر ببالي حينها أن المركز يمكن أن يحقق كل هذا النجاح! فقد اعتدنا على السير البطيء والعمل الروتيني المحفوف بالتقليدية والتكرار. لهذا شعرت بالدهشة والإعجاب والفخر وأنا أرى ما استطاع المركز أن يحققه من إنجازات خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة منذ إنشائه قبل ست سنوات، ويكفي المركز فخرا أنه كان له دور كبير في تغيير بعض بنود أنظمة العمل التي كانت معطلة لمشاركة المرأة الواسعة في التنمية. وهو ما يعد خطوة رائدة أن يكون لهذا المركز تأثير في إصلاح بعض الأنظمة المعيقة لنهوض المرأة أو المتسببة في حرمانها من بعض الحقوق، كما أنه يجعلنا نتفاءل بتدخل أكبر ونجاح أكثر في تعديل أنظمة أخرى ما زالت يتمثل فيها التمييز ضد المرأة، سواء في المؤسسات الحكومية أو المنشآت الخاصة. خلال الأسبوع الماضي، نظم المركز لمدة يومين منتدى ثقافيا يهدف إلى مناقشة معوقات دمج المرأة في التنمية الشاملة، ونجح المركز في استقطاب الأقطاب الكبرى التي بيدها مفاتيح المعالجة وفي مقدمتها الهيئة الدينية، ووزارات العمل والإعلام والتعليم. كان جو النقاش وديا للغاية، وكانت استجابات المسؤولين وتفاعلاتهم باعثة على التفاؤل، مبشرة بمستقبل مزهر ينتظر هذه النبتات الناشئة من الشابات المنطلقات بعزيمة واقتدار نحو المشاركة في بناء الوطن والنهوض به. وجاءت توصيات المنتدى لتنص على جوانب في صلب النهوض بالمرأة وتمكينها، من بينها: استحداث هيئة تعنى بشؤون المرأة وضمان عدم التعدي عليها بالظلم أو الاستغلال والحفاظ على ما كفله لها الإسلام من حقوق. العمل على وضع خطة وطنية لتنقية صورة المرأة من الشوائب المشوهة لها، سواء في الكتب الدراسية أو في وسائل الإعلام. وإبراز الصور الإيجابية للمرأة وما تستطيع أن تقدمه لوطنها وأمتها من خير في مجالات عدة وليس في مجال واحد فقط. وأيضا التوصية بالعمل على إشراك المرأة لتكون مستشارة في هيئة كبار العلماء، وفي اللجنة المساندة لفضيلة المفتي العام للمملكة، وكذلك إشراكها لتكون عضوا فاعلا في اللجان القضائية، ولجان الصلح بما يتعلق بالأحوال الشخصية والمشاكل الأسرية وفي عضوية المجالس الرسمية المعتمدة من الدولة مثل مجالس المناطق ومجالس الغرف التجارية والمجالس البلدية والهيئات المهنية المختلفة. تحية اعتزاز وتقدير للسيدات المخلصات لوطنهن وأمتهن والواقفات بحماسة وهمة عالية لتحقيق أهدافهن، ابتداء من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله، رئيسة مجلس إدارة مركز السيدة خديجة بنت خويلد وراعية المنتدى، والتي رأيتها تحضر كل يوم من الدقيقة الأولى لبداية الجلسات وإلى آخر دقيقة منها، وتقف ساعات طويلة لتصافح الجميع وتجامل الكثير بوجه لا تفارقه الابتسامة وصدر رحب لا يعرف التأفف أو الضجر ومرورا بالسيدة مها فتيحي رئيسة المركز، تلك المرأة الرائعة بما وهبها الله من صفات الرزانة والاعتدال والخلق الإسلامي الجميل، والتي تقف بعزيمة وثبات تدعم المركز وتدفع بجهوده إلى الأمام، وكذلك الدكتورة بسمة عمير المديرة التنفيذية للمركز، والتي استطاعت أن تحتفظ بابتسامتها الجميلة وحماستها البادية طوال أيام المنتدى، رغم الإرهاق الكبير الذي كانت آثاره بادية عليها، وانتهاء بنبتات جدة الباسقات أولئك الشابات الجميلات من العاملات والمتطوعات، اللاتي كن شعلة من الحماسة والنشاط، يملؤهن التفاؤل ويرنون بأمل زاهر نحو المستقبل الممتد أمامهن. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة