لم يثن المرض معلما منحه مستشفى حكومي إجازة مرضية نتيجة إصابته في إحدى قدميه عن مواصلة عمله التربوي، فقرر التحامل على الألم والسير بخطى واثقة إلى مدرسته؛ لإكمال خطته التعليمية مع طلابه، وعدم التأثير عليهم دراسيا. وأوضح المعلم فيصل محمد طراد الشمري، أنه تعرض لإصابة في قدمه وبمراجعته لمستشفى الملك خالد في حفر الباطن أجريت له عملية جراحية منح على إثرها إجازة مرضية لمدة 14 يوما، مشيرا إلى أنه قطع إجازته وحضر إلى المدرسة قاطعا مسافة 600 كلم ذهابا وإيابا. وأوضح المعلم الشمري أن حرصه على مستقبل طلابه التعليمي وسير العملية التربوية أرغمه على قطع إجازته ومباشرة عمله، مضيفا أنه في حال لم يقطع إجازته سيؤثر ذلك سلبا على خطة توزيع المنهج التي أعدها مسبقا، ولا سيما أن المنهج مكثف ومطور ويحتاج إلى وقت أكبر. وأوضح مدير عام التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية عبدالرحمن الروساء أن هذا العمل يعتبر عملا نبيلا ومثالا للمعلم المجتهد والحريص على أداء الأمانة، وأنه يستحق الشكر والتقدير. وثمن مدير المدرسة خالد صنيدح للمعلم تحمله مشقة الحضور إلى مدرسته رغم إصابته، لافتا إلى أن تصرفه يؤكد حرصه على تأدية الأمانة وخوفه على تلاميذه، مشيرا إلى أنه تم الرفع إلى الجهات المسؤولة لمكافأته وتقديم شكر يليق بالخطوة التي أقدم عليها. من جهته، ثمن مدير مكتب التربية والتعليم في رفحاء أحمد فهيد العتيبي الخطوة التي أقدم عليها المعلم، مؤكدا أن ذلك نموذج يحتذى به، كونه آثر المصلحة التعليمية على صحته في خطوة لا يقدم عليها إلا المميزون.