• صوت: «لا يمكن لعمل فني، أن تحميه قضيته» ( المخرج حاتم علي ) • صدى: هذا مربط الفرس في كل عمل فني أو أدبي، وكل من حاول إغماض عينيه، أو تجاوز هذه الحقيقة هوى وكشفته الأيام، و تجاوزه الفن ورماه الأدب حملا وإن لم يكن ثقيلا، فإنه زائد، والأهم أنه لا حاجة لفن أو أدب به، لكن لماذا يغفل البعض عن هذه الحقيقة؟ ببساطة: لأن كثيرا ممن لا يتمتعون بمواهب حقيقية لا يجدون طريقا بديلا، ولأن بعضا من أصحاب المواهب يخونون موهبتهم لتحقيق مكاسب مادية سريعة، وخاصة، فالاتكاء على القضايا الكبيرة يتيح شهرة واسعة وسريعة، حتى وإن كانت زائفة ومزورة، فإلى حين أن يتم كشف الزائف يكون هناك دائما متسع من الوقت لنهب تصفيق ودعوات ومهرجانات ومشاركات ودراهم أيضا، خاصة مع وجود إعلام غير نابه ولا مستيقظ الضمير قد يعمل بترصد على إشاعة أجواء نورانية مزيفة هي الأخرى لاستكمال لعبة ما ذلك؛ لأن الفن الحقيقي، والأدب الحقيقي، يحارب القشرة، والسطحية، ويهتم بالعمق والأبعاد اهتماما واسعا وحقيقيا، وشديد المصداقية، مما لا يتحقق معه الزمر والطبل ولا يتيح مجالا للطهبلة، ولا أعرف أصل كلمة الطهبلة لكنني أحسها زواجا شرعيا بين الطبلة والهبلة، بقي شيء من الكلام: كيف تعرف أن عملا ما، اتكأ على قضيته، ولم يستثمرها استثمارا فنيا لتقديم منجز فني، الجواب: إن قدرت على حذف القضية، أيا كانت، واستبدالها، بقضية أخرى مشابهة، لكنها لا تعنيك فافعل مثال على ذلك: قصائد المدح، احذف بسرعة اسم الممدوح واجعل مكانه اسما لأي شخص، لا علاقة لك به، أو احذف اسم القبيلة الممدوحة، و ضع مكانها اسما ولو وهميا لقبيلة أخرى اخترعها من عندك، ثم أعد القراءة، يسهل عليك عندها، معرفة ما إذا كان هذا شعرا أم لا، و ليس هذا سوى مثال بسيط ومتساهل؛ لأن المسألة في حقيقتها، أكثر تعقيدا. صندوق بريد: 375225 الرياض الرمز البريدي: 11335 [email protected]