القضية الخامسة هي أن للرجل مثل حظ الأنثيين في الميراث.. وكما قلنا في كل القضايا السابقة إن الإسلام لا ينظر لمسائله على أساس جنس الذكر أو الأنثى، بل ينظر للمسألة على أساس المركز القانوني للأطراف والحقوق والواجبات الملقاة على عاتق كل طرف. ومن المعلوم أن الإسلام قد فرض مثلا العمل والنفقة والمهر على الذكر ولم يفرض ذلك على الأنثى، ولذلك جعل نصيبه أكثر من نصيبها. ودليلنا على أن الإسلام لا ينظر للمسألة على أساس الجنس هو أن هناك حالات كثيرة في المواريث يكون نصيب الأنثى أكبر من نصيب الذكر، ومثال ذلك لو مات رجل وله أب وأم وبنت وزوجة فإن نصيب البنت سوف يكون أكثر من نصيب الجد بأضعاف مضاعفة، على الرغم من أنه هو ذكر وهي أنثى وهناك الكثير والعديد من الحالات يكون نصيب الأنثى أكبر من الذكر. يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة حول فلسفة الميراث الإسلامي إنما تحكمه ثلاثة معايير، وهذه المعايير هي، المعيار الأول: هو درجة القرابة بين الوارث والموروث، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب من الميراث وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب من الميراث. المعيار الثاني: هو موقع الجيل الوارث من التتابع الزمني للأجيال، فالأجيال التي تستقبل الحياة وتستعد لتحمل مسؤولياتها عادة ما يكون نصيبها أكبر من نصيب الأجيال التي تستبدر الحياة، وذلك بغض النظر عن الذكورة أو الأنوثة للوارثين والوارثات، فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه، بل وترث البنت أكثر من الأب حتى لو كانت رضيعة وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التي للابن والتي تنفرد البنت بنصفها، وكذلك يرث الابن أكثر من الأب، وكلاهما من الذكور. المعيار الثالث: هو العبء المالي الذي يوجب الشرع الإسلامي على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتا بين الذكر والأنثى في الميراث. ويضيف الدكتور محمد عمارة: إن استعراض حالات الميراث في علم المواريث يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين، فيتضح منها أن هناك 4 حالات فقط ترث فيها المرآة نصف الرجل، وأكثر من 30 حالة ترث فيها المرآة مثل الرجل تماما، وهناك 10 حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، بالإضافة إلى أن هناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال. maanaljarba@ hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.