أكثر من مائة كلية متخصصة لتخريج المعلمين والمعلمات إضافة إلى عدد من الكليات داخل بعض الجامعات فقط لذلك الشأن وأكثر من 230 ألفا يدرسون بها كل عام وأكثر من 50 ألفا انتساب وما خفي كان أعظم، كل ذلك لتخريج المعلمين والمعلمات أي بما يعادل 60 في المائة من المدرسين والمدرسات ممن هم على رأس العمل حيث لم يتجاوز العدد الإجمالي 400 ألف معلم ومعلمة. معنى ذلك أننا أمام معادلة صعبة ومعقدة من العيار الثقيل لخط سير هؤلاء الخريجين الذين لا حول لهم ولا قوة في حل مفردات تلك المعجزة التي أوصلتنا إلى جزء من سيناريو البطالة، أين التخطيط المبكر لحل ذلك التراكم الهائل من الخريجين الذي نشهده نهاية كل فصل دراسي، ما هي القنوات التي أعدت لاستقبالهم وتوظيفهم ليكونوا أعضاء نافعين لأنفسهم وبلادهم، ما هي آخر الدراسات التي أفرزتها الاجتماعات المتتالية حول نظام التقاعد الذي أكل عليه الدهر وشرب، كيف لنا أن نتخيل أن عدد المتقاعدات والمتقاعدين تعليميا فقط لا يتجاوز 10 في المائة نسبة إلى عدد المتخرجين، بينما الاحتياج المتوقع تقريبا 20 في المائة ، فأين تذهب البقية؟ ومتى يتم استيعاب تلك العقول البشرية المتخصصة ومدارسنا لم تزل بحاجة إلى المزيد من تلك السواعد المعطلة، المؤهلة، وفتح مجالات أرحب وأنفع لذلك الميدان، يحدث هذا عند التفكير بإخلاص وليس بالدراسات المؤجلة التي تتأجل معها الحلول حتما، ولعلي أعطي مثالا لاستيعاب أكبر قدر ممكن من هؤلاء الخريجين، فبلدية باريس فقط تضم أكثر من 40 ألف موظف ولم تعلن الاكتفاء أو عدم حاجتها من الكفاءات في سبيل نجاح مهمتها لدقة العمل وإخراجه على أكمل وجه، وعليه فقد أعلنت المنظمات الدولية اختيارها كأفضل وأنظف مدينة حضارية، على كل حال قصدت بذلك أننا بحاجة إلى تلك السواعد عندما تتبلور أفكارنا من أجل رقي تعليمنا ومن هنا أناشد وزارة التربية والوزارات المخولة بهذا الخصوص النظر للمستقبل. عبدالله مكني الباحة