دخل ومضى عيد الأضحى، والمواطن عيد الشمري يقطن برفقة أفراد أسرته البالغ عددهم عشرة أفراد، داخل خيمة بدون ماء أو كهرباء في منطقة برية بالقرب من هجرة الخشيبي الواقعة على بعد 50 كيلو مترا شرقي محافظة رفحاء. ويتكون منزل الشمري من غرفتين من الحجر الأسمنتي، تمت تغطيتهما بزنك في الصحراء، ومطبخ عبارة عن خيمة ممزقة، بينما غرفة النوم هي عبارة عن خيمة بالية لا تقي شدة البرودة، ولا تحمي من لهيب الشمس الحارقة. ولقد أجبرت الظروف المواطن الشمري السكن في العراء بعد أن تجمعت عليه النوائب وضاقت به كل السبل، وأحس بضنك العيش، وهرب إلى البر، متزودا بخيمة وغرفتين سقفهما من الحديد، هو وأبناؤه الثمانية (أربعة أبناء، ومثلهم فتيات) وزوجته، حيث إن ابنه الأكبر يدرس في الصف الخامس في مدرسة أم غار الخشيبي التي تبعد قرابة السبعة كيلو عن مقر سكنهم. ويقول المواطن الشمري إنه يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز ال 1500 ريال جراء عمله مشغلا لمولد خزان المياه، الذي يستفيد منه سكان البادية لتعبئة الصهاريج، موضحا أنه يتقاضى الراتب من المؤسسة المشغلة، واضطرته الظروف المعيشية للسكن قرب عمله لأنه لا يملك أن يدفع أدنى مبلغ للإيجار في المدينة. ويضيف «قبل نحو عامين تم إعطائي مساعدة شهرية من الضمان الاجتماعي، وعلى الفور اضطررت لشراء سيارة بالأقساط وبيعها من أجل بناء غرفتين لي ولأبنائي بجانب الخيمتين، ولكن فوجئت بانقطاع الضمان بعد عامين». ومنذ تلك اللحظة يعيش الشمري وزوجته وأبناؤه الثمانية في هذا المكان الذي لا يوجد فيه أدنى مقومات الحياة، إذ لا يفكر في توفر المياه والكهرباء بقدر ما يفكر في إطعام أفواه تنتظر الطعام، ومنح أبنائه مستقبلا أفضل عبر بوابة التعليم.