يعيش بسيس بن حويس المتعاني (70عاما) في منزل بناه أجداده من الحجارة الجبلية وما زال يقطنه في قرية الخاصرة التابعة لمركز العين (130 كيلو مترا شرقي محافظة الليث) مع زوجته وأبنائه الأربعة وزوجة ابنه وأحفاده، وأكبر أحلامهم أن يدب التيار الكهربائي في شرايين البيت القديم. يتحدث بسيس الذي يعيش على مساعدة الضمان الاجتماعي: يمر التيار الكهربائي بجوارنا ونحن محرمون منه، نعيش على مولد كهربائي تبرع به فاعل خير وتمر أيام إما أن نكون لا نملك مبلغا يوفر الوقود أو أن يتعطل المولد في أحيان كثيرة. ينفق المتعاني ما يزيد على 20 ألف ريال سنويا محروقات لمولد الكهرباء، وفي آخر مرة تعطل فيها المولد دفع 6700 ريال، في حين لا تبعد تمديدات الكهرباء أكثر من 700 متر عن منزله منذ ستة أعوام. يتحرج بسيس في الحديث بإسهاب مكملا بحرقة «البعض يمد يده إلى أحد في حال نقص الطعام عن أطفاله، وللأسف أضطر إلى طلب المساعدة إذا نقص الطعام أو نقص الوقود عن مولد الكهرباء وأصبحت أستدين شهريا وأسدد من مساعدة الضمان». يعتمد المتعاني على المساعدة المالية من الضمان رغم أنها لا تشمل أحفاده وزوجة ابنه الذي يرقد في مستشفى الصحة النفسية في الطائف منذ أربعة أشهر، مؤكدا أنه تقدم إلى أجهزة رسمية عدة طالبا صرف مساعدة مالية إضافية، وتوصيل للخدمة الكهربائية لم يلق تجاوبا ما فاقم معاناته.