تتخذ عدد من نساء المدينةالمنورة بسطات متحركة لبيع مختلف الحاجيات التي تهم الحاج والمعتمر والزائر، وتتمركز تلك البسطات حول الحرم النبوي الشريف وعند مسجد القبلتين، جبل أحد، مقبرة شهداء أحد. تغتنم أم محمد إحدى البائعات فرصة الحج للبيع والشراء، حيث تخرج من بيتها عقب صلاة الفجر إلى صلاة المغرب وتراوح المبيعات اليومية لها بين 600 700 ريال خلال الموسم. وتشير أم محمد إلى أن العمل يعد عبئا إضافياً عليها وتجتهد فيه من خلال جلب بعض الحاجات التي تبيعها إما بواسطة أخيها أو ابنها الصغير وتعد تلك البسطة مربحة نوعاً ما إذ أنها تسهم في قضاء حاجياتها وسد الإيجار السنوي لمنزلها. وبجانب أم محمد تجلس أم صالح والتي تبيع بعضاً من الهدايا والألعاب التي تحمل رموزاً للمدينة المنورة ويقبل عليها الحجاج من أجل التزود بها وشرائها والتي في الغالب لا تتعدى قيمة القطعة الواحدة منها الخمسة ريالات. وتشير أم صالح إلى أن سبب اتجاهها للتجارة إعالة أبنائها وهي أرملة في الأربعين من عمرها لكن هذا لا يمنع أن تجلب الخير الوفير لعائلتها، مشيرة إلى أنها ترفض عمل أبنائها الصغار الذين ما زالوا في مدارس التعليم العام؛ إذ أن الدراسة ستفتح لهم مجالات عدة يستطيعون من خلالها إيجاد مصادر رزق تؤمن لهم العيش الكريم. وتصف أم صالح بسطتها بالمتعبة إذ أنها تتبضع من موزع يوصل إليها كل ما تحتاجه من بضائع مختلفة تسهم في استمرارية عملها وضمان عدم التوقف. أما أم رويشد فقد امتهنت بيع وشراء الأقمشة النسائية التي تقبل عليها الحاجات من مختلف الجنسيات، حيث إن الألوان الزاهية والأقمشة الخليجية تعد الأكثر رواجاً. ولم تفصح أم رويشد عن حجم مبيعاتها لكنها تؤكد أن العمل يحتاج لجهد وأن لكل مجتهد نصيبا، وأن العمل المضني علمها الكثير في حياتها، مؤكدة أنها لن تترك العمل في البسطة بل ستواصل حتى لو أصبحت مقعدة.