تحولت أم سالم إلى علامة بارزة في سوق البدو في محافظة جدة، من طريق تكوين علاقات متينة مع زبائنها خلال فترة عملها بالسوق التي امتدت طيلة ال20 عاماً، متحدية عواطف تقنين عمل المرأة وتقيدها داخل إطارات محددة تحت ذريعة العادات والتقاليد. ولن يفوت المار بسوق البدو مشهد أم سالم وهي تزاول مهنة البيع من خلال بسطتها الواقعة عند مدخله، مستخدمة أحدث طرق البيع وأساليبه الحديثة، في الوقت الذي تترسم على وجهك علامات التعجب إذا عرفت أنها تحرص على منح زبائنها كروتاً تعلن فيها عن مميزات منتجاتها وما تخصصت في تجارته من محتويات بسطتها بهدف الدعاية والتواصل مع جمهور المتسوقين. وعن قصة كفاحها، قالت ل «الحياة»: «اتخذت قرار العمل في السوق منذ 20 عاماً بهدف تلبية حاجات أسرتي المادية، خصوصاً بعدما تقدم العمر بزوجي الذي أصبح لا يستطيع العمل»، مضيفة أن عملها في مهنة البيع والشراء من خلال بسطتها أسهم في مد يدها بالعطاء للغير، واستطاعت من خلاله تربية أبنائها الثلاثة من دون الحاجة لأحد. وأشارت أم سالم إلى أن دخلها اليومي يتفاوت بحسب المواسم وإقبال الزبائن على التبضع، وتابعت: « يصل دخلي اليومي في المواسم كالأعياد والإجازات إلى ألف ريال، وأما في بقية أيام السنة فلا يتجاوز دخلي 150ريالاً في اليوم الواحد». ولفتت إلى أن تخصصها في بيع بخور «المعمول» أكسبها شهرة بين سكان مدينة جدة، وأردفت: «من خلال عملي مدة طويلة في بيع أنواع من بخور المنازل «المعمول» اكتسبت شهرة كبيرة إذ أن لدي زبائن خاصين يأتون لشراء هذا النوع من البخور بين الحين والآخر». وليس البخور السلعة الوحيدة على بسطة أم سالم، إذ تحرص بحسب ما ذكرته في حديثها إلى «الحياة» على توفير حاجات المرأة سواء من غطاء الصلاة أو غطاء الرأس والجلابيات التقليدية التي يفضّل عدد من السيدات شراءها منها، مشيرة إلى أنها تعمل على تحديث محتويات بسطتها من وقت لآخر بإحداث موديلات تلك الأغطية للمرأة بجانب النقابات والبراقع التي يفضل عدد كبير من السيدات ارتداءها. وحول أسعار البضائع في بسطتها أوضحت «المرأة المكافحة» أن رضا زبائنها أهم لديها من تحديد أسعار محددة التي وصفتها ب «المعقولة» وأنها في متناول الجميع، ليست بأكثر من المتعارف عليها في السوق، لكنها تفضّل عرض البضاعة ذات الجودة العالية حتى تضمن استمرار شراء زبائنها منها.