تغادر مطار «أديس أبابا» بواجهة زجاجية بلورية، وتنزل إلى صالة «السعودية» بمطار الملك عبد العزيز في جدة بواجهة «صندقة» من الشينكو الأصفر. تنزل من سلم الطائرة إلى حيث تصطف الحافلات «الأتوبيسات» التي انقرضت في معظم مطارات العالم، لتفاجأ بسيارة فارهة تتسلل من تحت سلم الطائرة لتلتقط على عجل أحد الركاب وزوجته، في صورة كثيرا ما نراها في هذا المطار دون غيره، حيث يندر أن تنزل من رحلة دولية أو محلية دون أن ترى مثل هذه التشوهات التي تحمل على الاستفزاز، وتنطوي على قدر من الطبقية لمن يعتقدون أنهم يصابون بالجرب عندما يركبون مع الناس في مطار تجاري صرف. مثل هذه المظاهر لا تراها في المطارات الدولية إلا وفق معايير رسمية، دون مكالمة من فلان أو واسطة من علان. تدخل بهو الصالة لتجد سبعة موظفين يلتفون حول موظف جالس على مكتب عند مدخل الصالة يتبادلون أطراف الحديث، في أول انطباع عن مظاهر الانضباط في هذا المطار!! يبدأ المسافرون في الاصطفاف أمام «كاونترات» الجوازات الخالية إلا من اثنين من الموظفين، وبعد أن تزداد الصفوف يبدأ بقية الموظفين في التوافد إلى كاونتراتهم الواحد تلو الآخر، ليبدأ النداء (الحراج) على المسافرين بطريقة لا أراها حضارية «تعال هنا.. تفضل هنا..»، في محاولة لتقسيم الركاب على بقية الكاونترات التي حضر موظفوها بعد حضور الركاب. تدير نظرك نحو بهو الصالة فترى بقايا مسامير الكاونترات القديمة ما تزال مغروسة على رخام الصالة، بطريقة لا تعني سوى التشويه الذي لا يتناسب مع محطة «أتوبيسات» من الدرجة الثالثة. لا أعرف من هؤلاء الجهابذة الذين نفذوا هذه التوسعة، والذين أشرفوا على تنفيذها ميدانيا بهذا الشكل، دون أن يكلفوا أنفسهم نزع بقايا هذه المسامير!! كل ما أعرفه أن هذا العمل دفع عليه أكثر من مليار ريال. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة