واجهت محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تهدف إلى إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط عقبات بشأن حوافز وعدت بها واشنطن لإقناع تل أبيب باستئناف تجميد البناء الاستيطاني. وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الحوافز الأمريكية لمجلس وزرائه مطلع الأسبوع الحالي، وبدا متفائلا بأن الوزراء سيؤيدون خططا للتجميد المؤقت للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة للتغلب على عقبة في طريق محادثات السلام. غير أن مسؤولا إسرائيليا قال أمس إن الولاياتالمتحدة لم تقدم بعد الضمانات التي تريدها إسرائيل، إذ تحجم واشنطن عن الالتزام كتابة بكل الوعود التي ذكر نتنياهو أنها عرضت عليه شفهيا الأسبوع الماضي. وكانت أحدث عقبة متعلقة بوعد تقول إسرائيل إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قدمته لإمداد البلاد بعشرين طائرة من طراز «إف 35» قيمتها ثلاثة مليارات دولار مجانا. وأوضح ساسة أن واشنطن تراجعت وتريد الحصول على مقابل ما للطائرات المقاتلة، فيما حذر الوزير بيني بيجن، وهو من حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو ويعتبر من معارضي الصفقة الأمريكية المقترحة، في حديث مع راديو الجيش الإسرائيلي أمس قائلا: «يبدو أن صفقة طائرات الشبح (ستيلث) المجانية قد تبخرت»، واسترسل متسائلا: «قد يتساءل المرء إذا كنت لا تستطيع الاتفاق على تفاهمات من أسبوع لآخر، فماذا يمكن أن يحدث على مدى ثلاثة أشهر؟، إنها جعجعة». ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية على الموقف الذي إذا لم يحل سيسبب إحراجا كبيرا للطرفين، في حين قال نتنياهو إن مناقشات مكثفة مستمرة للوصول إلى التفاهمات اللازمة. وأفصح نتنياهو البارحة الأولى مقرا: «إذا تلقيت هذا الاقتراح من الحكومة الأمريكية، فإنني سأطرحه على مجلس الوزراء الأمني، ولا يساورني شك في أن زملائي سيقبلونه». واستثمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما رأسمال سياسيا كبيرا في إقناع الفلسطينيين باستئناف المحادثات المباشرة مع إسرائيل أوائل سبتمبر (أيلول) بعد أشهر من الوساطة. لكن الفلسطينيين نفذوا تهديداتهم وأوقفوا المفاوضات حين رفض نتنياهو تمديد تجميد جزئي للنشاط الاستيطاني انتهى في نهاية سبتمبر. وتأمل واشنطن أن تقنع إغراءاتها الدبلوماسية والأمنية إسرائيل بتمديد التجميد لمدة 90 يوما مما يسمح بإجراء مفاوضات مكثفة مدتها ثلاثة أشهر تركز على الحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية. وفي المقابل، طلب حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم تعهدا مكتوبا من الولاياتالمتحدة لتوضيح أن تجميد البناء لا يشمل الأراضي المحتلة في القدسالشرقية، وأن الولاياتالمتحدة لن تمارس ضغوطا من أجل إصدار أي أوامر تالية بتجميد البناء. وعبر الفلسطينيون عن غضبهم في أحاديث خاصة من تقارير عن العرض الأمريكي قائلين إنه رشوة حتى تنفذ إسرائيل التزاماتها الدولية الأساسية. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه يبدو أن هناك حالة من عدم التواصل بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية؛ لأن أوباما غير راض عن الوضع، بينما عرضت كلينتون الكثير مقابل هذا التنازل الصغير. وذكرت مصادر سياسية أن سبعة وزراء مستعدون لدعم الخطة بينما يعارضها بشدة ستة، ما يترك ميزان القوى في أيدي وزيرين من حزب شاس الديني المتشدد.