لقد كنت في أيام دراستي بالصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية الأولية لأتوق وأطمح إلى أن أتخذ من قلم الحبر الجاف بديلا عن قلم الرصاص في الكتابة! ولكن طموحاتي قوبلت بالصد من قبل معلمي الكرام الذين أتوجه لهم بالشكر بعد شكر الله جل وعلا فهم المشكاة التي أنارت لي الدرب والسبيل. لقد كانوا لا يرضون لي ولا لزملائي بأن نخوض تلك التجربة المرجوة مع القلم وما ذلك إلا حرصا منهم على عدم تشويه كتبنا، وخشية وقوعنا في الخطأ ثم إحالة الأوراق إلى كومة من الأخطاء التي يعلوها ركام الحبر كأسلوب للمسح. هكذا هم المتفيقهون الذين يضلون الناس بغير علم، فما أن يذهب أحدهم ليطلب العلم حتى يطمع وليس يطمح أن يصبح فقيها مفتيا! تدور حوله حلقات طلاب العلم، ولا يهدأ لهاتفه بال وذلك لكثرة السائلين الحائرين. ويفتن الناس إذا أفتاهم! ثم إذا تراجع إن عاد إلى رشده أصلا يتخذ أسلوبا كأسلوب ركام الحبر، ويتراجع مخلفا تشويها لأوراقه وصفحاته. لقد كان قرار مليكنا المفدى أيده الله ، وجعله ذخرا للأمة الإسلامية عامة وللوطن المعطاء خاصة بقصر الفتوى على أهلها ، قرارا صائبا وحازما وجازما يحفظ الناس من الفتن ويضع حدا لأولئك المروجين للفتنة والضلال، وكسب الشهرة بالإثم. علي بن يحيى العطيفي جازان