لم تعلم الحاجة الباكستانية نوارة إسلام أن مزاحها مع والدتها الطاعنة في السن سيقودها إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج بعد 30 عاما. فبينما كانت نوارة تسامر والدتها هويدا نور، شاهدتا حجاج بيت الله الحرام في إحدى القنوات الفضائية، فتمنت والدتها أن يرزقها الله بالخير والرزق لتصل إلى المشاعر المقدسة قبل أن تموت، ما جعل الدموع تسيل على خديها، التي هزت مشاعر ابنتها نوارة التي قطعت عهدا على نفسها بجمع ما تستطيع من المال الذي يوصل والدتها للمشاعر المقدسة. واضطرت نوارة إلى جانب عملها في مستشفى إلى العمل في صناعة بعض المشغولات اليدوية في المنزل، ودرجت على بيعها على المحال التجارية، وبأسعار مناسبة حتى وفرت المبلغ، لتعلن لوالدتها دفعها تكاليف الحج، إضافة إلى نذرها بحملها طوال رحلة الحج شريطة أن تكون راضية عنها، وتسامحها إذا أغضبتها يوما ما. وحملت نوارة ووالدتها حقائب السفر باتجاه المشاعر المقدسة، وطوال التحركات في المشاعر كانت نوارة تتنقل بوالدتها على عربة تدفعها بكل قوه أمامها في كافة الطرقات المؤدية للمشاعر المقدسة، لتقف والدتها أمام الجمرات وبأعلى صوتها قالت «اللهم إني راضية عن ابنتي»، لتتساقط دموع نواره فرحا بهذا البر بوالدتها.