: لأي مشكك في الخير المتواجد في النفس الإنسانية والمجتمع ما عليك الا ان تستمع لبطولات "اسماء صالح النعيمي" هذه الخيماوية التي حملت على عاتقها مساعدة المحتاجين واسعاد المساكين وجمع القلوب في مبادرات اقل ما يوصف عنها انها "خيالية" تعجز مؤسسات انسانية واعلامية كبرى عن تأليف تفاصيلها التكتيكية العبقرية، التي استطاعت من خلالها لم شمل صديقتها منى مع والدتها " آمال من احدى الجنسيات العربية" بعد غياب 37 عاما . ففي اجواء احتفالية جمعت مختلف اطياف النساء في رأس الخيمة احتفاء بمناسبة ذكرى الميلاد التاسع لصالح الشرهان ابن اسماء، التي اعلنت للجمهور عن وجود مجموعة من المفاجآت القيمة للحضور وبدأتها بالمفاجأة الكبرى، لتطلبت من صديقتها "منى " ان تفتحها وتفاجئ بصورة قديمة لزفاف والدها من امرأة، فتغرق عينيها بالدموع لإحساسها بمكنون هذه الصورة التي تحمل معها اجمل امنياتها منذ الصغر بأن تعرف او تشاهد اي لمحة من والدتها الغائبة.. ثم تنطلق المفاجأة امام كل الحضور لتعلن ام صالح ، ان هذه الصورة هي لوالدة منى التي استطاعت ان تجدها بعد بحث شهر كامل بل وان تحضرها لدولة الإمارات ، ومن ثم تظهرها للحضور اللذين تعالت زغاريدهم وسط موجه من الدموع والمشاعر الإنسانية المتدفقة لهول المشهد اللقاء الحميم بعد ان استفاقت منى من حالة الإغماء المفاجئة التي اصابتها لهول الصدمة وعنف مشاعر اللقاء. القائد الملهم تقول النعيمي صاحبة المبادرة " لطالما تأثرت من كلمات منى التي تترشح اشتياقا وحنين لوالدتها الغائبة والمنقطعة اخبارها نتيجة عدم تواجد اي خيط للتواصل بينهما، إلى ان قرأت كلمات مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم امارة دبي عن رغبته بتحويل مناسبة ذكرى جلوسه لمناسبة تحتفي بالأم، فقررت تحويل مناسبة ذكرى ميلاد ابني الوحيد صالح لمناسبة تبعث السعادة في اكثر قلب مشتاق لسعادة الدفئ بحنان امه "قلب منى". المحقق اسماء تروي اسماء صالح مغامرتها في البحث عن "ام منى" التي بدأتها بتحقيقات سرية اخفتها عن كل المحيطين بها وحتى صديقتها منى، عبر السؤال العام بين جيران عائلة والد منى و كل من تراه من العاملين من جنسية ام منى في الدولة، تسأله عن مكان سكنه وعن آمال ام منى التي لم تعرف عنها سوى اسمها واسم المنطقة التي تقطن فيها. وتشاء الصدف ان تلتقي اسماء بمن يمتلك ذات رغبتها في فعل الخير في هذا البلد العربي، ويجند نفسه بالتعاون معها للبحث عن الأم الضائعة، وتشاء الإرادة الإلهية ان تكلل جهودهما بالنجاح ويعثر على "ام منى" في احدى الأحياء الشعبية تبيع الخضروات لتنفق على بناتها اللواتي انجبتهن من زوجها الذي وافته المنية، وتحمل اثقالا اخرى غير ثقل البعد والاشتياق لابنتها البكر "منى". لهفة اللقاء بدموع ابت إلا ان تحتضن فلذة كبدها عانقت "ام منى" ابنتها واحفادها قائلة "كنت اتمنى ان أراها قبل ان اموت"، مؤكدة انها عرفت ابنتها بمجرد ان دخلت بيت صالح النعيمي وميزت صوتها من بين كل الأصوات، رغم انها لا تحمل من ذكرياته سوى صرخات الطفلة الرضيعة ذات الأربع اشهر، حيث حالت ظروف الحياة الصعبة وعدم درايتها بالحياة دون ان تجد اي وسيلة تعيد لها ابنتها او حتى تربطها بخيط للتواصل خاصة مع ضياع جواز سفرها طوال هذه السنين، ومن ثم زوجها وانشغالها بتربية بناتها بعد وفاة زوجها ، الا ان امنيتها بلقاء ابنتها ظل الأمل الأغلى الذي تعيش من اجله بل وتورده ليكون اعز امنية على بناتها المتشوقات للقاء اختهم الكبيرة "منى". عائلة الخير تبنت اسماء صالح النعيمي مصاريف رحلة البحث عن الأم الغائبة كاملة، بدأ من مصاريف التحري واستخراج الأوراق الثبوتية وعمل جواز جديد لأم منى والضمان المالي في السفارة الخاصة بموطنها، واخيرا رحلة عمرة اهداء منها لأم منى لتشاركها شقيقتها نادية النعيمي في متعة العطاء وتتبرع برحلة عمرة اخرى لمنى لترافق والدتها، مؤكدين متعتهم وسعادتهم الكبيرة بالفرحة التي ملئت عائلة منى وآمال خاصة بعد ان قررت آمال ان تسمى حفيدتها القادمة خلال الأيام القادمة بإسم "اسماء" عرفانا منها بجميل بنت النعيمي في تقريب القلوب ولم الشمل الذي طال انتظاره. البيان /fb: like twitter