لم تغيب مآسي وأحزان ثورة بركان ميرابي في جزيرة جاوة الإندونيسية سعادة الحجاج الإندونيسيين بمناسبة وصولهم للمشاعر المقدسة وتأدية مناسك الحج. وكان البركان الذي ثار في 26 أكتوبر الماضي قد تجاوزت حصيلة ضحاياه 116 قتيلا، فضلا عن 485 مصابا ونحو 200 مفقود، فيما جرى إجلاء أكثر من 200 ألف شخص بعد توسع منطقة الخطر. ورغم تسجيل الخسائر البشرية والمادية الكبيرة إلا أن حجاج إندونيسيا والمناطق المحيطة بالبركان لا تفارق الابتسامة محياهم داخل مشعر منى في تعبير عن سعادتهم بمناسبة تمكنهم من أداء فريضة الحج. يقول الحاج الإندونيسي محمد جونج «اعتدنا في إندونيسيا على ثورات البراكين وخسائرها خلال الأعوام الماضية وهذا قضاء الله وقدره، ولكن سعادتنا بالوصول إلى المشاعر المقدسة لا يمكن إخفاؤها، حيث إن تأدية الركن الخامس من الإسلام أمنية كبرى لكل مسلم على وجه المعمورة ولا يمكن لأي شخص تأجيلها مهما كانت الظروف». بينما تبين الحاجة الإندونيسية سيتي الفية بأنها تسكن في منطقة قريبة من البركان ولكنها سافرت للمشاعر المقدسة قبل ثورة بركان ميرابي «الحمد لله لم يصب أحد من أقاربي بأذى ولم تلحق بنا أية خسائر، ولكننا وللأسف نعرف أشخاصا فقدوا أقارب وأصيب آخرون من جراء ثورة البركان المخيفة، وأنا بوصولي للحج أشعر بسعادة لا توصف فقد تمنيت منذ أكثر من 15 عاما هذه اللحظة حتى تحققت الأمنية بعد أن جمعت تكاليف الحج وحصلت على الموافقة». الحاج محمود سلامي يؤكد بأن روحانية المشاعر وجموع المسلمين والاستعدادات الكبيرة التي نفذتها المملكة في المشاعر المقدسة أنسته ورفاقه مآسي بركان ميرابي التي حلت في بلادهم، حيث إن تآلف واجتماع المسلمين بهذه الصورة يبث السعادة والطمأنينة في القلوب وينسيهم الأحزان "» استغليت تأدية الحج في الدعاء لأقاربي وضحايا البركان والمتضررين».